الموسوعة العلمية للإعلام وثقافة الطفل (عام وخاص)

مرحبا بالعضو(ة) الكريم(ة) فى منتدي الموسوعة
هذا المنتدي خاص بقسم الإعلام وثقافة الأطفال (عام وخاص) وننقل فيه كل ماقاله وماسطَّره علماؤنا وأساتذتنا من علم فى مجال الأطفال .
نأمل أن تكون عضو(ة) فعَّال معنا حتي يسفيد الجميع
وأشكرك على التسجيل معنا
إدارة المنتدي
طه عرفه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الموسوعة العلمية للإعلام وثقافة الطفل (عام وخاص)

مرحبا بالعضو(ة) الكريم(ة) فى منتدي الموسوعة
هذا المنتدي خاص بقسم الإعلام وثقافة الأطفال (عام وخاص) وننقل فيه كل ماقاله وماسطَّره علماؤنا وأساتذتنا من علم فى مجال الأطفال .
نأمل أن تكون عضو(ة) فعَّال معنا حتي يسفيد الجميع
وأشكرك على التسجيل معنا
إدارة المنتدي
طه عرفه

الموسوعة العلمية للإعلام وثقافة الطفل (عام وخاص)

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الموسوعة العلمية للإعلام وثقافة الطفل (عام وخاص)

منتدي يهتم بالدبلومات العلمية والماجستير والدكتوراه فى مجال الطفولة (إدارة وتصميم : طـه عـرفـه)

المواضيع الأخيرة

» أرجو الإفادة
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالثلاثاء 11 فبراير 2014 - 5:36 من طرف الراجى رضا ربه

» مادة حقوق الأطفال عام وخاص
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالإثنين 3 أكتوبر 2011 - 15:22 من طرف Ahmed Rashad

» شكر واجب لكل أعضاء المنتدي ومشرفيه
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالسبت 12 مارس 2011 - 8:10 من طرف Admin

» الأبحاث الجامعية و رسائل الدكتوراة و الماجستير
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالثلاثاء 1 مارس 2011 - 16:36 من طرف seagull

» النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالثلاثاء 18 يناير 2011 - 1:15 من طرف Admin

» مادة الإعلام وصحة الأطفال عام وخاص
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 0:11 من طرف Admin

» مادة ثقافة الأطفال عام وخاص
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 0:09 من طرف Admin

» مادة سينما ومسرح الأطفال عام وخاص
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 0:05 من طرف Admin

» مادة برامج الأطفال المسموعة والمرئية عام وخاص
النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Emptyالأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 0:03 من طرف Admin

التبادل الاعلاني


    النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 29
    تاريخ التسجيل : 20/10/2010
    العمر : 65

    النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Empty النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين 25 أكتوبر 2010 - 4:54

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    الدكتورة أسماء من الشخصيات المحترمة جداً ومتجددة دائما فى معلوماتها وشخصية جادة جداً فى مناقشتها لرسائل الماجستير والدكتوراه ... وفى مناقشتها تكون جالس مستمتع بهذا العلم الفيَّاض الذي تسمعه لأول مرَّة .
    وأنصح كل الزملاء بمواظبة الحضور على محاضراتها وكتابة كل كلمة تقول إنها مهمة ... وياريت يكون فيه تعاون من الزملاء والزميلات طلبة القسم فى كتابة كل ماتقوله الدكتورة فى هذا المنتدي حتي يستفيد الحاضر والغائب

    وأشكركم جميعاً

    إدارة المنتدي

    طه عرفه



    توصيف المنهج


    1. تعريف علم نفس النمو.
    2. تعريف النمو.
    3. مفاهيم مرتبطة بمفهوم النمو (الارتقاء، والنضج).
    4. أهمية دراسة علم نفس النمو.
    5. مبادئ النمو.
    6. العوامل المؤثرة في النمو.
    7. تقسيم مراحل النمو.
    ‌أ. مرحلة ما قبل الميلاد.
    ‌ب. الوليد.
    ‌ج. سني المهد.
    ‌د. مرحلة الطفولة المبكرة (ما قبل المدرسة).
    8. بعض نظريات النمو.
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 29
    تاريخ التسجيل : 20/10/2010
    العمر : 65

    النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Empty المحاضرات حتي يوم 21/11/2010

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين 22 نوفمبر 2010 - 2:00

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    أولا: تعريف علم نفس النمو
    (Developmental Psychology)


    هو دراسة التغيرات السلوكية خلال فترة حياة الفرد. وعلى الرغم من أن التركيز في هذا المجال عادة ما يكون على النمو الجسمي، إلا أن الباحثين في علم نفس النمو يدرسون أيضا النمو العقلي والنمو الاجتماعي والانفعالي والحسي واللغوي.

    وهو فرع من فروع علم النفس، يدرس نمو الإنسان من الإخصاب حتى الوفاة؛ حيث يتغير الفرد باستمرار. فخلال عملية النمو ينمو ويتغير الناس في إدراكهم للموقف، أو في استجاباتهم الانفعالية واتجاهاتهم وعاداتهم.

    فعلم نفس ا لنمو مشترك في أمور كثيرة مع سائر ميادين علم النفس، منها أنه يختص بالوصف التفصيلي الدقيق للسلوك وبتفسيره وبالتنبؤ به.

    كذلك نجد أن المبادئ الأساسية التي تتصل بالتكلم والإدراك والدوافع والعلاقات الاجتماعية تنطبق على سيكولوجية النمو كما تنطبق على سائر فروع العلم الأخرى.

    فإننا لو تحرينا الحقيقة (الدقة)، لوجدنا أن كثيرا من جوانب السلوك عند الطفل لا سبيل إلى فهمها إلا بعد فهم هذه المبادئ العامة.

    ولما كان علم النفس هو الدراسة العلمية لسلوك الإنسان بهدف التوصل لفهم هذا السلوك أو تفسيره أو التوصل للمبادئ والقوانين العامة التي تفسر وتتنبأ بهذا السلوك مما يؤدي إلى التحكم فيه وتوجيهه والتخطيط له.

    فإن علم نفس النمو – كما ذكرنا سابقا – يصف التغيرات السلوكية ويفسرها ويتنبأ بها مما يفيد في فهمها ومعرفة كيفية توجيهها والتعامل معها.

    النمو في اللغة يعني الزيادة. والفعل نما يعني زاد وكثُر. (المعجم الوسيط، جا 2، ص 515).

    ومعنى النمو في علم النفس لا يختلف تقريبا عن معنى النمو في اللغة.

    ثانيا: معنى النمو (Growth)


    لقد كبر الطفل..! عبارة تتردد كثيرا من حولنا، قد يكون المقصود بها أنه أصبح أكثر طولا، أو أثقل وزنا، وقد تعني أنه أصبح أكثر شبها بالرجال في تركيب الجسم ونِسَبِه عما كان من قبل، وقد تعني تغيرا في نمط تفكيره أو في علاقاته الاجتماعية، وقد تعني أشياء أخرى كثيرة، بعضها مرئي لأنه واضح وظاهر، وبعضها الآخر خفي، أي أن الفرد في أثناء نموه يعتريه نمطان من الازدياد:

    1. الازدياد المرئي الذي نلحظه جميعا من زيادة حجم الجسم وتغير شكله ونِسَبِه".

    2. ازدياد كيميائي – فسيولوجي ينتج عن تكيفات بيوكيميائية – فسيولوجية تتضمن تفاعلات كيميائية وأيضية ووظيفية.

    وعلى هذا "فالنمو يعني سلسلة متصلة من التغيرات ذات نمط منتظم مترابط". وهو ليس محددا بزيادة الحجم فحسب، ولكنه يتكون من تغيرات مختلفة، وإن كانت جميعها ليست من نفس النوع.

    ومن أهم هذه التغيرات:

    التغير في الحجم، الذي يكون واضحا بوجه خاص في النمو الجسمي.

    والتغير في النسب، حيث نجد أن النسب الجسمية للفرد عند الميلاد تختلف كثيرا عن النسب الجسمية له بعد بلوغه؛ ولذا نجد أن نمو الرأس بعد الميلاد يكون أقل نسبيا من معظم أجزاء الجسم الأخرى، نظرا لأنه يجب أن ينمو بدرجة أقل لوصول إلى الحجم الناضج، كما نلاحظ أنه نظرا لأن الجزء الأعلى من الرأس أو الجمجمة تكمل نموها مبكرا للغاية، فيكون للرأس مظهر غير متناسب.

    كما يعرف النمو بأنه "زيادة في المدى والتعقيد والتكامل للخصائص الفردية".

    كما يعرفه جيزل بأنه "عملية تأتي بتغيرات في الشكل والوظيفة، ولها مواسم وتتابع مقنن".

    ويمكن إثبات حدوث النمو، إما عن طريق مقارنة الصغار والكبار في وقت معين، أو عن طريق مقارنة نفس الأفراد الصغار في فترات زمنية متباعدة.

    كما يعرف النمو بأنه عملية تغير واختلاف من الناحية الكمية والكيفية تحدث في شكل تسلسل متتابع ومتكامل من التغيرات التي تسعى بالفرد نحو اكتمال النضج واستمراره، وتحدث أثناء الطفولة والمراهقة.

    ثالثا: مفاهيم مرتبطة بمفهوم النمو


    1. الارتقاء (Development):

    هو عملية ارتقاء للجوانب الفسيولوجية والسيكولوجية في الإنسان، وكذلك ارتقاء وتطور في العمليات العقلية والعلاقات الاجتماعية ومدى القدرة على النجاح في الأعمال المكلف بها، وكيفية تعامل الإنسان مع المؤثرات المختلفة في حياته، وتطور هذه الجوانب حتى يصل إلى الاكتمال.

    ومن ثم فإن النمو والارتقاء وجهان لعملة التغيير التي تحدث للفرد تغيرات كيميائية وكيفية.

    ويفرق بعض الباحثين بين مصطلحي Growth و Development. ويمكن ترجمة الأول إلى "نمو"، وترجمة الثاني إلى "ارتقاء"؛ على أساس أن المصطلح الثاني هو الأشمل والأعم، فبينما يشير مصطلح النمو (Growth) بالدرجة الأولى إلى التغيرات الجسمية وإلى التغيرات في حال الزيادة والتقدم.

    فإن مصطلح "الارتقاء" (Development) يشير إلى التغيرات التي تحدث للكائن الحي، سواء في الجوانب الجسمية أو الجوانب العقلية أو الانفعالية والاجتماعية.

    كما تشير أيضا إلى كل التغيرات سواء بالزيادة والتقدم في بداية العمر، أو بالتدهور والانحدار في نهاية العمر.

    ويؤكد كل من واطسن ولندجرين أن مصطلح Growth يشير إلى الزيادة في الحجم أو في العدد لأعضاء أو أجزاء الكائن الحي، بينما يشير Development إلى التغيرات في الشخصية وفي الوظيفة.

    ولذا يقران بأن بين المصطلحين قدرا من التداخل، وأنهما يستخدمان أحيانا بنفس المعنى.

    وإن كان هناك بعض الحالات يجب أن التفريق بينهما في المعنى وفي الاستخدام؛ لأن مصطلح Growth يشير إلى التغيرات التي تحدث حتى سن النضج أو مرحلة النضج، بينما يشير مصطلح Development إلى التغيرات التي تحدث للكائن طوال الحياة، أي من مرحلة تخصيب البويضة، وحتى نهاية الحياة بالموت.

    وكذلك فإن مصطلح النمو يبدو إلى حد ما منطبقا على التغيرات الجسمية، على الرغم من أننا نتكلم أحيانا عن النمو المعرفي؛ لأن الارتقاء هو المعنى الأكثر عمومية، ويتضمن مفهوم التغير في كل الجوانب بما فيها تلك التي ترتبط مع النضج والارتقاء، وتلك التي ترتبط مع التدهور والانحدار.

    ومع التسليم بهذه الفروق بين المصطلحين، فإننا مراعاة للانتشار الواسع في استخدام مصطلح النمو بمفهومه الواسع، فسنستخدمه كمصطلح معادل لمصطلح الارتقاء.



    2. النضج (Maturation):

    هو عملية نمو داخلي متتابع، ويتناول جميع نواحي الكائن الحي، ويحدث بطريقة لا شعورية، وتستمر حتى الوفاة.

    كما يشير النضج إلى التغيرات العصبية البيوكيميائية – الفسيولوجية – من الإخصاب حتى الوفاة.

    ويذكر جيزل أن النضج هو ظهور الوظائف والقدرات والمهارات بدون تأثير من تدريب أو خبرة خاصة – وهذا يعني اعتباره المكون الداخلي للمصطلح "النمو" الأكثر عمومية واتساعا.

    فالنضج وظيفة للزمن أو العمر.. فالوليد أكثر نضجا من الجنين، وطفل الرابعة عشرة أكثر نضجا من طفل السادسة، وهكذا.

    ولكن النضج ليس عملية واحدة، وإنما هو عديد من العمليات؛ لأن الأجزاء المختلفة تنمو بمعدلات مختلفة، والبعض يصل إلى نموه الكامل قبل غيره.

    فنضج الجهاز العصبي مثلا، أو القدرة على المشي، أو الغدد الجنسية تختلف في معدلات نضجها.

    رابعا: أهمية دراسة علم نفس النمو


    التعرف على مبادئ وقوانين ومظاهر النمو في المراحل العمرية المختلفة ذات قيمة بالغة، ويرجع ذلك إلى أنها:

    1. تساعد على معرفة متى يمكن استثارة النمو في الطفل، ومتى لا نستثيره، وهذه المعرفة تهيئ الأساس اللازم للتنشيط البيئي الذي ينبغي تقديمه للطفل، والتوقيت الصحيح لتنشيط واستثارة النمو.

    2. تساعد على معرفة متى يسعى الوالدان والقائمون على تربية الطفل إلى تهيئة الطفل مقدما للتغيرات التي سوف تحدث في جوانب النمو المختلفة.

    3. تساعد في وضع امناهج وطرق ووسائل التعلم المناسبة لمظاهر النمو.

    4. تزيد من معرفتنا بالطبيعة الإنسانية وعلاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها.

    5. تساعد على اكتشاف أي انحراف، وتحديد طرق علاجه.

    6. تفيد في معرفة الفروق الفردية في معدلات النمو، وبالتالي تساعد في فهم كل فرد بقدر مستوى نموه.

    7. تعين الوالدين على تفهم مراحل النمو والانتقال من مرحلة إلى أخرى من مراحل النمو.

    8. تساعد في تحديد أحسن الشروط الوراثية والبيئية الممكنة التي تؤدي إلى أحسن نمو ممكن.

    9. تعين على فهم المشكلات الاجتماعية الوثيقة الصلة بتكوين ونمو شخصية الفرد.

    10. تساعد في ضبط سلوك الفرد وتقويمه في الحاضر بما يحقق صحته النفسية في المستقبل.

    11. تؤدي إلى التنبؤ الدقيق بقدر الإمكان كهدف رئيسي يساعد في عملية التوجيه في المستقبل.

    12. يمكن قياس مظاهر النمو المختلفة بمقاييس عملية تساعدنا من الناحية النفسية والتربوية في تشخيص أي انحراف ثم التوجيه والتحكم في العوامل والمؤثرات المختلفة التي تؤثر في النمو.

    ويمكن تلخيص ما سبق في ثلاثة أسباب علمية جوهرية تملي علينا دراسة سيكولوجية الطفولة، وهي:



    1. فهم الطفل:

    أول هذه الأسباب هو أن يصبح لسلوك كل فرد من الأطفال معناه ووضوحه. فالباحث يستطيع من خلال البحث المنظم للنمو النفسي والتوافق الاجتماعي أن يقف على ما هو "عادي" بالنسبة للطفل عند سن معينة. وهو يستطيع بعد ذلك أن يفيد من هذه المعرفة في تقييم كل واحد من الأطفال، في أن يتبين ما إذا كان الطفل يتقدم ويتحسن كما ينبغي له أن يتقدم ويتحسن، وهل هو متوسط أو دون المتوسط؟ أم متفوق في هذه الناحية أو تلك؟ وهل هذا الطفل وهو يبدأ في تعلم المشي سابق أم متأخر أم مساوٍ للأطفال العاديين في مثل سنه؟

    وهل هو يفهم عددا من الكلمات يساوي عدد ما يفهم الطفل العادي من الكلمات؟

    وهل يستطيع أن يجيب على نفس العدد من أسئلة اختبارات الذكاء، او على أسئلة بنفس الدرجة من الصعوبة؟ وهل له نفس القدرة على الضبط الانفعالي؟

    وهل يشارك في النشاطات الاجتماعية التي ينغمس فيها الأطفال الذين هم أكبر أم أصغر منه أم في سنه؟

    إن وجود معايير أو مقاييس للنمو نقارن بها الأطفال أمر يعيننا على تشخيص مشكلات النمو الجسمي والنفسي على السواء.

    ثم إن سيكولوجية الطفولة تتضمن كذلك دراسة ما للطفل من نواح وراثية وتكوين جسمي وما يدور بداخله من عمليات بيولوجية وكيميائية وفسيولوجية، وما يتعرض له من قوى البيئة. وهذه النواحي جميعها تعمل معا لتؤثر في نموه الجسمي والعقلي وفي صحته النفسية وتكيفه الاجتماعي.

    كما أن فهم هذه العوامل وما يقوم بينها من علاقات قد يساعد على حل أنواع المشكلات السلوكية التي تأتي بالأطفال إلى محاكم الأحداث، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، وإلى مكاتب المختصين بعلم النفس وعيادات الأطباء النفسيين.

    مثال ذلك: أن طفلا في الشهر الثامن من عمره قد يأتي بأبويه إلى عيادة الطبيب لأنهما يشعران بأنه لا يتقدم بنفس السرعة التي يتقدم بها غيره من الأطفال؛ فهما يقولان إنه يبدو غير متجاوب أو قليل الاستجابة بصفة عامة عديم الاهتمام بالناس أو بالبيئة. وقد تظهر مقاييس النمو أنه – إذا قيس بمعايير الأداء الخاصة بالنسبة للأطفال من عمره – متأخر في نموه الحركي أو الحسي. ثم إن هذه النتائج قد توحي بصفة مبدئية جدا احتمال تخلفه العقلي، وذلك على الرغم من أنه يكاد يكون من المستحيل أن يشخص الأداء العقلي في حداثة هذا السن.

    ثم إن هذه النتائج قد توحي بصفة مبدئية جدا احتمال تخلفه الحركي بالضآلة الشديدة في الحجم، ولكن عند إجراء الكشف الطبي الدقيق عليه قد يكشف الفحص أن الطفل يعاني من قصور في الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى نوع خاص من التخلف العقلي يسمى بالكثم (Cretinism) له علاقة وثيقة بقصور إفراز الغدة الدرقية لليود والتخلف العقلي والجسمي، والعلاج باليود شديد الفعالية في كثير من الحالات في تنشيط كل من النمو الجسمي والنفسي خصوصا إذا اكتشفت الحالة في وقت مبكر.

    في مثل هذه الحالة تكون المقارنة بين قدرات الطفل وبين معايير النمو الحركي والحسي قد أوضحت تخلف الطفل في هذه النواحي. كما تكون الحقائق التي توصلنا إليها بالبحث والتي تظهر العلاقة بين التخلف النفسي وحجم الجسم من ناحية وبين قصور الغدة الدرقية من ناحية أخرى قد أفادتنا عند اقتراح العلاج. وباختصار نقول: إن المعايير – حين تستخدم كأساس في التشخيص وفي معرفة العلاقات المتبادلة القائمة بين هذه العوامل ذات قيمة في وصف خطة العلاج. وهناك مثال آخر نستمده من ميدان جنوح الأحداث: فقد دأب طفل في العاشرة من طبقة متوسطة وذكاء عادي على سرقة الدراجات من غيره من الأطفال في الحي حتى انتهى الأمر إلى تقديمه إلى محكمة الأحداث. وقد أظهرت الأبحاث أن جنوح الأحداث كثيرا ما يعود إلى مشاعر عميقة عند الطفل بنبذ الآخرين له وبانعدام الأمن والطمأنينة في حياته الأسرية؛ فيجب البحث عن مصادر هذه المشاعر والعمل على التخفيف من حدتها.

    فيكون هنا العلاج يركز على أن يسمح للطفل بالتعبير عن مشاعره بحرية وأن ندربه على فهم العوامل المتعلقة بسلوكه الذي لا يقره المجتمع، بحيث إنه لو ازداد من الاستبصار أو التفهم الانفعالي، وتمكن من التخفف من توتراته الانفعالية استطاع أن يعيد من بناء اتجاهاته الانفعالية وسلوكه.

    وكذلك قد يحاول المختص بعلم النفس التعديل من بيئة الطفل إذا هو استطاع إلى ذلك سبيلا؛ فإذا اتصل بأسرة الطفل وعمل معها قد ينجح في الانتقاص من الصراعات والعناء بالأسرة. وعندئذ قد يدرك الطفل أن موقف الأسرة الجديد المعدل ليس من النبذ بمثل ما كان عليه، مما يؤدي إلى أن يصبح الطفل أقل اندفاعا إلى ارتكاب الجنوح.



    2. فهم سلوك الراشدين:

    إن بذور الشقاء والتعاسة التي نجدها عند بعض الراشدين ومشاعر النقص والقصور لا بد لنا من أن نبحث عنها في طفولة الفرد. لذلك كان علينا كلي نفهم مشكلات الراشدين النفسية بعمق وتدبر، أن ندرس تاريخ نمو الفرد في المراحل المبكرة.

    على أن السلوك الشاذ ليس فريدا من حيث إنه يضرب بجذوره إلى الطفولة لأن كثيرا من الخصائص الهامة لشخصية الفرد الراشد العادي وأنماطه السلوكية تعود كذلك إلى عوامل معينة في حياته المبكرة. إن الرجل قد يكون خجولا انسحابيًّا أو ودودا مقداما، كريما أو بخيلا، استغلاليا في أفعاله أو اتكاليا على الآخرين، كسولا مقودا أو طموحا، متوترا أو مسترخيا أو عدوانيا. وهذه الخصائص جميعها تعود إلى تاريخ نمو شخصيته بصفة عامة ولكنها تعود بصفة خاصة إلى الخبرات الخاصة به التي تعيش في طفولته.

    كذلك نقول إن الأهداف العريضة التي يتوخاها المرء في حياته، وفلسفته العامة في الحياة واختياره للمهنة وما يتطلبه من مهنته من إشباعات، ونوع الشريك الذي يريده لحياته ونوع الآمال التي يعقدها على أطفاله لا تتضح لنا تماما إلى في صياغة تاريخ النمو بأكمله.



    3. فهم المشكلات الاجتماعية:

    ثم إن هناك سببا رئيسيا آخر لما نلحظه من الاهتمام الحالي بسيكولوجية الطفولة هو أن الأدلة تتواتر على أن المشكلات الاجتماعية الجوهرية الوثيقة الصلة بتكوين شخصية الفرد والعوامل المحددة لها.

    مثال ذلك:

    أنه قد تبين أن ما يقدم بين الجماعات من صراعات كثيرا ما يعبر عن الخلافات الشخصية بين أعضاء هذه الجماعات. كذلك قد اتضح أن الاتجاهات الاجتماعية الحيوية من قبيل الاتجاهات نحو الأمم الأخرى ونحو جماعات الأقلية ونحو الديمقراطية، أو النشاط السياسي أو قلة الاهتمام بالشئون السياسية كلها متصلة اتصالا مباشرا بنمو الشخصية وتكوينها.

    مثال ذلك:

    قد أظهرت الأبحاث أن ما يشيع بين الأطفال والكبار من مشاعر العداوة للأقليات أمر يتعلمه الفرد لا شك من الآخرين، إلا أن هذه المشاعر تضرب بجذورها وتستمد شيئا من قوتها مما كان الطفل يشعر به من سخط على الوالدين وكراهية لهما.

    وواضح أن الأبحاث التي من هذا النوع تمدنا بالدليل الباهر على أن تأثير الطفولة متصل مستمر دائم.



    خامسا: مبادئ النمو


    1. النمو كمي وكيفي:

    يحدث في النمو تغير مستمر في الكم والكيف معا: فيحدث تغير عضوي وظيفي، فيزداد حجم جسم الطفل، وكذلك وزنه وطوله عاما بعد عام، وفي نفس الوقت تنمو أعضاؤه الداخلية من القلب والرئتين حتى الأمعاء؛ لتناسب احتياجات الجسم ونموه،ومعها تنمو قدراته العقلية والمعرفية واللغوية والاجتماعية وغيرها؛ ليحدث التناسب بين النمو العضوي والوظيفي. فالكم والكيف في النمو لا يمكن فصلهما، ولا يمكن لأحدهما النمو دون الآخر.

    مثال لتوضيح الفرق بين الاثنين:

    النمو الكمي: إمكانية تعلم الكتابة.

    النمو الكيفي: القدرة على تحسين الخط.

    2. النمو عملية ديناميكية مستمرة ومنظمة وتسير وفقا لنمط معين:

    والمقصود هنا هو أنه ما إن تبدأ بعد لحظة الإخصاب حتى يستمر في التقدم، كما أنه يحدث بشكل منتظم، ومن ثم يمكن القول إن النمو عملية متدرجة منتظمة ومتداخلة ليس بها طفرات وتسير في سلسلة متصلة ومتتابعة من التغيرات تؤدي إلى هدف واحد وهو النضج؛ فكل مرحلة من مراحل النمو نتيجة لمرحلة أخرى سبقتها ومقدمة لمرحلة تالية، وكل مرحلة تؤثر في المرحلة التي تليها؛ فسوء التغذية في شهور الحمل يؤثر على صحة الطفل بعد الولادة.

    فمن الدراسات السطحية لنمو جانب معين كالطول مثلا يبدو أن الفرد ينمو على شكل نوبات أو قفزات أكثر من كونه ينمو بمعدل مستمر، ولكن ذلك غير صحيح، فقد أثبتت ذلك المقاييس الدقيقة لعصرنا الحديث التي بينت أن القاعدة هي الاستمرار في النمو، الذي قد يسرع أحيانا ويبطئ أحيانا أخرى. كما أن الأعضاء والأجهزة المختلفة في الفرد الواحد لها معدلات مختلفة في سرعة نموها.

    كذلك هناك علاقات ديناميكية فيما بين نمو الأعضاء والأجهزة والوظائف المختلفة؛ فمثلا، هناك علاقات فيما بين النمو والشخصية. فهناك أدلة جيدة على أن من ينضَجون مبكرا يكونون أكثر شعورا بالكفاية والرضا ممن ينضَجون في سن متأخرة.

    وقد يكون من المناسب أن يشير إلى أنه حتى إذا ما حدث اعتراض أو إعاقة للنمو كما يحدث في فترات النقص في الإمداد الغذائي نتيجة المرض أو غيره، فإن الطفل يعوض هذه الفترة بمجرد توافر الغذاء المناسب، ويعود لنمط نموه المميز، وإن كان هذا لا يعني عدم وجود فترات حرجة للنمو. مثل الأشهر الثلاثة الأولى في مرحلة ما قبل الميلاد، والتي تعتبر فترة حرجة لنمو العينين والأذنين والمخ.

    كما يظهر في حالات الأطفال المعوقين أمهات أصبن بالحصبة الألمانية في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، حيث يكون في هذا الوقت النمو السريع لهذه الأعضاء.

    ومثال آخر في النمو اللغوي: نجد أول طرق للتواصل الصوتي بين الوليد والعالم هو البكاء الذي يتطور إلى صراخ بنغمات مختلفة تختلف طبقا للموقف، ثم يتطور إلى مناغاة، ثم إلى أصوات، ومنها إلى مقاطع، ثم مقاطع تكرارية، وهكذا، مرورا بالكلمة، ثم الجملة البسيطة، حتى يصل إلى الكلام المسترسل، ولا يمكن لمرحلة أن تسبق الأخرى. وهذا هو المقصور بسير النمو وفقا لنمط معين. وقد يكون النمو سريعا أو بطيئا، وكذلك كامنا أو ظاهرا، ولا يحدث توقف في عملية النمو العادي إلا إذا أعيق بعائق خارجي، وفي هذه الحالة يحدث تشوه للجسم.

    3. النمو يتقدم من العام إلى الخاص، ومن الكل إلى الجزء:في مظاهر النمو تكون استجابات الطفل في البداية ذات نمط عام قبل أن تتحول مع نموه وتطوره الكمي والكيفي إلى التخصص من العام إلى الخاص؛ حيث تكون الحركات في البداية عامة وغير مفصلة، ثم بعد ذلك تأخذ شكل التمايز التدريجي.

    أمثلة: الاستجابات البصرية: في البداية لا يرى الطفل سوى الأشياء الكبيرة، وذلك لأن العين تكون غير قادرة على التركيز على الأشياء ذات التفاصيل الدقيقة، ثم يصبح فيما بعد قادرا على رؤية الأشياء والتفاصيل الأكثر دقة.

    الاستجابات الحركية: عندما يرغب الطفل في الأشهر الستة الأولى من عمره في الوصول لشيء؛ فإنه يتجه نحو هذا الشيء بكامل جسده، ومع تطور قدراته يتمكن من الإمساء بالشيء بكلتا يديه، حتى يصبح في النهاية قادرا على الإمساك بالأشياء والتحكم فيها بأنامله فحسب.

    النمو اللغوي: نجد الطفل في البداية بمجرد قدرته على تكرار مقطع ما، مثل "ماما أو بابا" أنه يطلق هذا المسمى على كل ما يراه. وعند زيادة محصوله اللغوي فإنه يطلق اسم كلب على كل الحيوانات قبل أن يتعلم تسمية كل حيوان باسمه.

    أما النمو من الكل إلى الجزء فنجد مثلا أن العضلات الكبيرة للأرجل والأذرع تنمو أولا، ثم بعد ذلك تنمو العضلات الدقيقة التي بالتالي تبدأ قدراتها العامة في الظهور ثم قدراتها الدقيقة.

    ومن هنا فإنه يمكن القول إن النمو ينتقل من العام إلى الخاص، ومن الإبهام إلى الوضوح، ومن التفكك إلى الترابط والتكامل.

    4. النمو عملية متكاملة “Integration Process:

    لأن مظاهر النمو مرتبطة بعضُها ببعض ارتباطا وثيقا، فيعتبر النمو عملية مركبة وشديدة التعقيد: فمثلا ، لا يمكن أن تكون كفاءة الطفل العقلية جيدة دون أن تكون صحته الجسدية والنفسية جيدة. فمن الملاحظ أن الطفل الذي يكون نموه العقلي فوق المتوسط سيكون بصفة عامة فوق المتوسط في الحجم والنضج الاجتماعي وغيرها.

    ومن ناحية أخرى، فإن الطفل الذي يكون نموه العقلي أقل من المتوسط، لا يكون نموه الجسمي وحالته الصحية أفضل من نموه العقلي.

    كما أن النمو يحدث للكائن الحي ككل، ولا يحدث لجانب واحد دون الجوانب الأخرى أو لعضو دون سائر الأعضاء. فلا تنمو ساق الفرد اليمنى فقط دون اليسرى، وحتى عندما يحدث شذوذ في النمو بالزيادة أو النقصان فإن هذا الشذوذ يشمل الأطراف المتماثلة.

    مما سبق يمكن القول إن النمو لا يحدث بشكل آلي بسيط، ولكن على أساس التكامل بين جوانب النمو المختلفة: الجسمية والعقلية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية ... وما بين هذه الجوانب من ارتباطات وتأثيرات متبادلة.



    5. كل طفل ينمو بطريقته الخاصة التي تتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية:

    هناك فروق فردية في النمو تعمل على اختلاف معدلات سرعة النمو من فرد إلى آخر؛ فإذا دخلنا فصلا من فصول الحضانة، لوجدنا اختلافا في الطول والوزن بين الأطفال، وإذا استخدمنا مقاييس عملية لجوانب نمو أخرى – مثل الذكاء، أو النمو الاجتماعي، إلى آخر جوانب النمو – وجدنا أن هناك تفاوتا في الدرجات الحاصلين عليها من هذه المقاييس؛ فعلى الرغم من كون هذه العينة في نفس العمر؛ فلم تتشابه في جوانب النمو المختلفة، وذلك يرجع إلى اختلاف تأثير العوامل الداخلية الوراثية والعوامل الخارجية والمؤثرات البيئية.



    6. التغير في معدل النمو:

    يتغير معدل النمو في كل جانب من جوانبه، ففي الجانب الجسمي مثلا، لا يسير معدل النمو بسرعة واحدة طوال دورة النمو الجسمي، وهو ما يحدث في بقية جوانب النمو. كما يكون أيضا تغير نمائي من جانب أكبر من الجوانب الأخرى؛ فلكل مظهر من مظاهر النمو المعدل الذي ينمو به. ومثال ذلك أن الأجهزة التناسلية تتأخر في النمو بكثير، حتى إنها لا يكتمل نموها إلى في مرحلة المراهقة.



    7. مظاهر النمو متباينة:

    فنجد أن هناك مراحل في العمل يتقدم فيها النمو بشكل سريع، ومراحل أخرى يتقدم فيها النمو بشكل بطيء نسبيا. ومثال ذلك: يلاحظ في النمو الجسمي والفسيولوجي أنه يكون سريعا من بعد الولادة حتى مرحلة ما قبل المدرسة، ثم يمر بمرحلة من البطء النسبي تستمر حتى الفترة التي تسبق بدء ظهور الأعراض الثانوية للبلوغ، ثم يبدأ في التسارع من جديد حتى سن السادسة عشرة في الإناث، والثامنة عشرة في الذكور.

    ومثال آخر: نسبة حجم الرأس؛ عندما يولد الطفل يقارب ربع طول الجسم، ولكنه عند الرشد لا يزيد عن الثمن.



    8. يتبع النمو اتجاهات طولية واتجاهات عرضية:

    فالنمو يسير في اتجاه محورين متعامدين؛ أحدهما طولي يبدأ من أعلى الرأس ويتجه إلى آخر القدم، والآخر عرضي (أو مستعرض) يبدأ من منتصف الصدر ويتجه يمنة ويسرة إلى كل من اليد اليمنى إلى أطراف أصابعها واليد اليسرى إلى أطراف أصابعها. وينطبق هذا القانون على نمو الجنين قبل الولادة؛ فالأجزاء العليا من جسم الجنين تتكون قبل الأجزاء السفلى؛ فالذراعان تنموان قبل الساقين. ويستطيع الطفل التحكم في تحرك رأسه قبل أن يستطيع التحكم في تحريك يديه. وحتى بالنسبة للحساسية، فإن الطفل يكون حساسا للألم في النصف الأعلى من جسمه قبل أن يشعر به في النصف الأسفل. ويتجه النمو في المحور المستعرض باتجاه الساعد فاليد فالأصابع. وإذا كان اتجاه النمو يبدأ من الرأس إلى القدم ومن الجذع إلى اليدين عندما يكون في طور البناء، فإن الظاهرة في طور الانحلال أو في طور النقصان والتراجع تأخذ اتجاهات عكسية، فتقل السيطرة على حركة الساقين قبل أن تقل السيطرة على حركة الرأس. ويضعف التحكم في الأصابع قبل أن تضعف راحة اليد.



    9. اختفاء صفات قديمة وظهور صفات جديدة:

    تتضاءل بعض صفات وخصائص المرحلة القديمة حتى تختفي وتبدأ خصائص جديدة. ومن الأمثلة: ضمور الغدتين التيموسية (في الصدر) والصنوبرية (في قلب الدماغ) في أواخر مرحلة الطفولة المتأخرة. بل إن ضمور هاتين الغدتين يؤذن ببداية البلوغ؛ فهما مرتبطتان بمرحة الطفولة. وفي الوقت نفسه تبدأ الخصائص الجديدة في الظهور ممثلة في نضج الغدد الجنسية وبدئها للإفراز.

    كما يودع الطفل أساليب معينة في النطق ويكتسب أساليب جديدة عند تعلمه الكلام. وأيضا عندما يودع أساليب معينة في السلوك الحركي، ويكتسب أساليب جديدة عند تعلمه المشي، أو استبدال الأسنان اللبنية بالأسنان الثابتة.



    10. النمو يمكن التنبؤ به:

    إذا كان النمو عملية كلية وعملية مستمرة، فالعلاقات الموجودة بين جوانب النمو تسير في اتجاه واحد، سواء في طور البناء أم في طور الهدم، وهو ما يمكّننا من التنبؤ بمعدل النمو في أحد الجوانب إذا عرَفنا معدله في جانب آخر؛ لأن هناك تلازما في معدل سرعة النمو في الدورات المختلفة سرعة أو بطأ. فإذا كان هناك طفل ينمو ذكاؤه بمعدل أعلى من المتوسط، فيمكن التوقع بأن نموه الجسمي سيكون أعلى من المتوسط أيضا. والعكس صحيح أيضا؛ فقد يكون التأخر في إحدى المهارات الحركية، فالمشي مثلا دليل على التأخر في الذكاء.
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 29
    تاريخ التسجيل : 20/10/2010
    العمر : 65

    النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري Empty بقية المذكرة

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 18 يناير 2011 - 1:15

    العوامل المؤثرة فى النمو

    1. الوراثة والبيئة:
    إن العوامل التي تحكم نمو السلوك السوي هي ذاتها العوامل التي تحكم نمو السلوك غير السوي، والفيصل في الحالين هو الصورة التي توجد عليها هذه العوامل. فقد توجد على نحو يردي إلى نمو السلوك في مساره الطبيعي، وقد توجد على نحو يؤدي إلى انحراف النمو عن خطه الطبيعي. ويتناول العلماء عامل الوراثة في مقابل عامل البيئة باعتبارهما أهم العوامل المحددة لسلوك الإنسان.
    والتصور القائم الآن أن السلوك والشخصية بصفة عامة يتحكم فيهما مجموعتان من العوامل. المجموعة الأولى: هي المجموعة البيولوجية، وعلى رأسها الوراثة وبعض العوامل الأخرى. وأما المجموعة الثانية: فتشمل عمليات التعلم التي سبقت في حياة الفرد والبيئة التي أحاطت بالطفل منذ نشأته ممثلة في شبكة العلاقات الاجتماعية في التعلم التي سبقت في حياة الفرد والبيئة التي أحاطت بالطفل منذ نشأته ممثلة في شبكة العلاقات الاجتماعية في الأسرة وجماعة الأقران، كما تشمل هذه المجموعة الثانية أيضا المحيط الثقافي العام الذي نشأ في ظله الفرد.

    ميكانزمات الوراثة:
    يتكون جسم الإنسان من مجموعة من الخلايا تحتوي كل وحدة منها على بعض الأجسام المتناهية في الصغر تسمى الكروموسومات أو الصبغيات؛ لأنها تمتص الألوان والأصباغ بسرعة فائقة، وتحتوي البويضة المخصبة أو الملقحة على 46 زوجا صبغيا، نصفها (23 زوجا صبغيا) من الأب، والنصف الآخر (23 زوجا صبغيا) من الأم، ويحمل كل صبغيا الجينات وهي مصدر الوراثة؛ لأنها المسئولة عن نقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الأبناء. ويختلف كل زوج من الصبغيات عن الزوج الآخر في مميزاته وشكله وحجمه وغير ذلك من الصفات الأخرى. وتحدد الصفات التي قدر للفرد أن يرثها من آبائه وأجداده.
    والآن ماذا يرث الطفل من والديه؟ وماذا يرث من أجداده؟ وماذا يرث من أسلافه؟ كشفت البحوث أن الطفل لا يرث صفات محددة من والديه، وأخرى من أجداده، وإنما ما أمكن تحديده هو نسب ما يرثه الطفل من والديه نصف ما يرث، ويرث من أجداد الجيل الأول ربع ما يرث، ويرث من الجيلين الأول والثاني "سبعة أثمان" ما يرث، وتتوالى هذا النسب وهي تخضع لقوانين مندل للوراثة.
    ويجب أن نشير إلى أن كل طفل يرث من والديه صفات معينة ويدع صفات أخرى، وبالطبع فإنه لا يرث ما يرثه أخوه من صفات، وإلا ما وجدنا فروقا بين الإخوة في الصفات الموروثة. وتختلف الصفات الوراثية باختلاف الجنس، ذكرا كان أم أنثى، فهي إما تكون متصلة به أو مقتصرة على جنسه (مرتبطة بجنسه). فعمى الألوان صفة تتصل بالذكور ويقل ظهورها في الإناث. وتدل الإحصائيات العلمية على ذلك مؤكدة أن 10% من الذكور يرثون هذا المرض بينما لا تتجاوز نسبة الإصابة به في البنات 1%، وعادة ما تظهر الإصابة في الجيل الثالث للأحفاد، ولا تظهر ي الأبناء، وهنا يظهر عمى الألوان في الأحفاد، والصلع الوراثي صفة تظهر في الذكور وتتنحى في الإناث. والتغيرات الجسمية التي تطرأ على الأفراد عند البلوغ تظهر في الفتى بصورة خاصة وتظهر عند الفتاة بصورة أخرى.
    ومن الصفات الأصيلة التي لا تتأثر بالبيئة لون العين ونوع الشعر (ناعما أم مجعدا) ونوع فصيلة الدم وهيئة الوجه ومعالمه أو شكل الجسم.
    وتهدف الوراثة إلى الحفاظ على الصفات العامة بنقلها من جيل إلى جيل، وبالنسبة للإنسان فإن الوراثة تنقل الصفات التي ينفرد بها الإنسان دون سائر الكائنات الحية مثل القدرة على الكلام والقدرة على التفكير المجرد. كذلك فهي تحتفظ لكل سلالة ولكل شعب بصفاته الجسمية المميزة، كما تنقل لكل فرد الصفات التي قدر له أن يرثها من آبائه وأجداده.
    ومن أهم وظائف الوراثة أيضا أنها تعمل على إحداث التوازن في حياة الإنسان عامة. فإدا كان الوالدان يتصفان بنسبة عالية من صفة معينة فإن نسلهما يكون متصفا بنسبة عالية من نفس الصفة، ولكن بدرجة أقل مما كان يتصف به الوالدان. وهكذا تأخذ النسبة في التناقص من جيل إلى جيل، حتى تصل إلى المعدل الطبيعي، أو حتى تقع في مدى المتوسط العام. وكذلك إذا كان هناك والدان يتصفان بنسبة ضئيلة في صفة من الصفات فإن نسلهما يتصف بنسبة أقل من المتوسط أيضا، ولكنها تكون أعلى من نسبة والديه، وهكذا تأخذ النسبة في الارتفاع حتى تصل إلى المعدل الطبيعي أو المتوسط العام. وتنسحب هذه الوظيفة الأخيرة على كل الصفات الوراثية من جسمية وعقلية. وهي تعني أن الوراثة في سبيل الحفاظ على التوازن الإنساني واستمرارية التفاعل بين أفراد البشر. وتأخذ الزيادة العالية في النمو بالتدريج، كما تعوض النقص الشديد بالتدريج أيضا، حتى تحافظ على مدى معقول للفروق الفردية بين الناس. وتجعل الحديث عن "المتوسط" أمرا ممكنا، وهو ما يمثله المنحنى الاعتدالي؛ حيث يتركز معظم الأفراد حول المتوسط ثم توجد أقليتان إحداهما فوق المتوسط والأخرى أقل من المتوسط.
    أما كيف يتحدد جنس المولود، فإن الوالد يحمل زوجا من الصبغيات أحدهما من النوع "س" والآخر من النوع "ص". أما الوالدة فتحمل زوجا من الصبغيات كلاهما من النوع "س"، فإذا اتحدت البويضة بما فيها من صبغية صبغية من النوع "س"، نتج لنا مولودا أنثى.

    عناصر البيئة:
    البيئة هى المجال الذى يحيط بالفرد ويؤثر به، وهذا يعنى أن البيئة تشير إلى كل العوامل التى يمكن أن تتفاعل مع الفرد طوال حياته، وعلى ذلك تشمل البيئة العوامل الطبيعية والجغرافية التى يعيش فى وسطها الإنسان كما تشمل البشر الذين يحيطون به والعلاقات الاجتماعية التى تحكمهم كما تشمل كل الكائنات الأخرى من نبات وحيوان. ويغلب أن تقسم البيئة إلى قسمين؛ البيئة الطبيعية بعناصرها المادية أو الفيزيقية وبما فيها من مناخ وتضاريس وموقع جغرافى وما تسهم به هذه العناصر من تحديد للنشاط الاقتصادى يؤثر كثيرا الآن على تلوث البيئة وأثره على الصحة العامة وقد نظر المفكرون منذ زمن طويل إلى العلاقة بين العوامل الطبيعية السائدة فى مجتمع ما وسلوك الأفراد فى هذا المجتمع، فقارنوا بين أهل الريف والحضر والبدو فى صفاتهم وأخلاقياتهم، والبيئة الثقافية بعناصرها الإنسانية والاجتماعية (الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران ومختلف المؤسسات الاجتماعية والثقافية فى المجتمع).
    وقبل تأثير البيئة بشقيها الطبيعى والثقافى فهناك البيئة الرحمية التى يعيض فيها الإنسان من قبل ولادته – فترة الحمل – فحالة التغذية عند الأم والأمراض التى تتعرض لها وعمرها والحالة الانفعالية فى الحمل كل هذه العوامل تؤثر على حالة الجنين.
    أما العناصر الثقافية فهى أكثر تأثيرا من العناصر الطبيعية على الإنسان، فمثلا الأسرة وهى الجماعة الأولية التى يتلقى فيها الطفل أول تعليم وتدريب له ويكون فى فترة التشكيل، فهناك جوانب مختلفة تجعل الأسرة ترثر على نمو الطفل منها حجم الأسرة من حيث كونها صغيرة أو كبرة، ونمطها أى من حيث كونها نووية أو ممتدة. كما إن الأسرة التى تشبع حاجات الطفل بدون تطرف أو مغالاة هى التى توفر المناخ المناسب لنموه نموا سويا، كما تؤثر بنية الأسرة وطبيعة العلاقات بين أفرادها خاصة العلاقات بين الوالدين، لأن هذه العلاقات تصبغ جو الأسرة بمناخ عاطفى معين قد يكون مواتيا لنمو واستقرار الطفل عاطفيا أو غير مواتِ لذلك.
    فيرتبط نوع المعاملة السائدة وأساليب تنشئة الوالدين الصحيحة على تلبية مطالب الطفل وإشباع حاجاته الجسمية والنفسية بدون تطرف أو مغالاة. كما إن المستوى الاقتصادى والاجتماعى والمستوى الثقافى والتعليمى للأسرة له تأثيره. كما إن لترتيب الطفل الميلادى يحدد له وضعا نفسيا، فالطفل الأول يختلف عن الأوسط وعن الأخير.
    أما المدرسة ونظمها العاملين فيها ومناهجها وأساليب وطرق التدريس المتبعة فيها والعلاقة بين المدرس والتلميذ وبين الأقران وغيرها من العوامل تؤثر على جوانب النمو المختلفة.
    أما المؤسسات الاجتماعية الإعلامية الأخرى فلا يخلو نشاطها من تأثير على الطفل مثل التليفزيون والإذاعة والمكتبات والمعارض والمتاحف والصحف والمجلات والكمبيوتر والإنترنت، كما تحتل دور العبادة مكانا خاصا فى هذا الشأن، وكذلك الأندية والجمعيات الثقافية والاجتماعية وغيرها من المؤسسات لها دور تكميلى لعمل المنزل والمدرسة.

    التفاعل بين الوراثة والبيئة:
    وعلى هذا فإن كلا من العوامل الوراثية والبيئة تؤثر على نمو الإنسان بصفة عامة ولكن هذه العوامل تعمل معا ولا تعمل مستقلة، بل وتتفاعل حتى يصعب فى بعض الحالات تحديد تأثير كل منها وتميزه عن تأثير الآخر. ولكن يمكن التعرف على الأثر النسبى لكل من الوراثة والبيئة فى النمو بدراسة جوانب النمو للتوائم المتماثلة فقد أظهرت الأبحاث أن طول الجسم وعرض الرأس أكثر الصفات ثبوتا وأقلها تأثرا بالبيئة بينما جاء التحصيل الدراسى فى المرتبة الأولى تأثرا بالبيئة المحيطة به. بينما جاء التأثر الذكائى فى المرحلة الثالثة والأخيرة نظرا لارتباط الذكاء بعوامل أخرى منها ما هو وراثى ومنها ما هو مكتسب من البيئة المحيطة به.

    ثانيا: النضج والتعلم
    كما ذكرنا سالفا فى تعريف النضج أنه تغيرات داخلية تحدث للكائن الحى ويظهر أثرها على سلوكه. على أن هذا التغيير محدد سلفا وحسب قوانين معينة، وهى تعمل بدرجة نسبية من الاستقلال عن عوامل التدريب والمران وأمثلة ذلك أن الطيور التى قيدت أجنحتها بحيث لم يتاح لها فرصة تدريبها وتحريكها كما يحدث فى سلوك الطيران، أن هذه الطيور استطاعت أن تطير فى نفس الوقت الذى طارت فيها الطيور الأخرى التى فى نفس عمرها دون تقييد. أى أن قدرة الطائر على الطيران كامنة أو مرتبطة بتغيرات داخلية فى الكائن الحى مستقلة عن التدريب والتعلم. وهو نفس الأمر الذى يحدث للأطفال المبسترين الذين يولدون قبل مولدهم فعندما يوضعون فى حاضنات صناعية توفر بيئة أقرب ما يمكن إلى البيئة الرحمية لدى الأم، فإن الجنين ينمو ويصل إلى نفس درجة النضج التى يصل إليها الطفل الذى يولد مكتمل النمو بعد إتمام أشهر الحمل مما يشير إلى أن هناك عوامل نمو تعمل مستقلة عن أى تدخل خارجى تصل بالكائن الحى إلى مستوى معين من النضج.
    وكما يتحدث علماء النفس عن مفهوم الوراثة فى مقابل البيئة فإنهم يتحدثون عن مفهوم النضج فى مقابل التعلم أو التدريب. والتعلم يعنى تدريب كائن فى مواقف معينة من شأنها أن تحدث تغيرات معينة معقولة فى سلوكه، كأن ندرب طفل على المشى أو السباحة أو الكلام أو القراءة والكتابة أو غيرها من أساليب السلوك.
    والقاعدة الأساسية فى العلاقة بين النضج والتعلم هو أن كلا العاملين ضرورى لنمو السلوك، على أن يسبق النضج التعلم، أى أن النضج يحدث فيقوم الأساس أو تتوفر الأرضية التى يحث التعلم والتدريب عليها فيستطيع الكائن أن يأتى بالسلوك، وهذا يعنى أن التدريب لو بدأ قبل النضج فإن الكائن لن يستطيع أن يقوم بالسلوك.
    وقد أثارت مسألة توقيت النضج والتعلم مناقشات واسعة بين علماء النفس وقد أسفرت عن التساؤلات الآتية:
    متى نعرف أن الطفل قد وصل إلى مستوى النضج الذى يؤهله للاستفادة من التعلم؟ وهل يمكن التبكير بتعلم الطفل على أساس أن هذا التعلم قد يسرع بعملية النضج؟ وما مدى حدود النضج كقيد على تعلم الطفل مهارات مختلفة؟ وهل هناك فترات معينة يتمكن الطفل فيها من أن يتعلم فى فترة أخرى؟ أو أن تأثير التعلم فيها يكون أكثر من تأثيره فى غيرها !.
    ويثير السؤال الأخير قضية هامة لازالت موضع اهتمام بين العلماء لأهميتها القصوى فى عمليات التعلم والتربية وهى مسألة "الفترات الحرجة" فى النمو ففى مقابل الاتجاهات الشائعة بيأن على المربين أن ينتظروا حتى يصل إلى مستوى معين من النضج حتى يقدموا له التدريب لتعلم خبرة معينة، وأن للطفل كامل الحرية فى التعلم، إقباله على تعلم خبرة معينة يعنى أنه مهيأ لتعلمها، وإذا لم يقبل عليها فإنه لم يتهيأ لتعلمها بعد، أو أنه ليس لديه الميل لتعلمها، وبالتالى لن يستفيد من أى جهد تربوى يمارس معه لاكتسابها، نقول أنه فى مواجهة هذه الاتجاهات ظهرت اتجاهات أخرى قادها العالم "سكنر" صاحب نظرية التعلم والتى تعطى للبيئة دورا كبيرا فى النمو الإنسانى، ورأوا أن من الخطأ التأخر فى تعليم الطفل انتظارا لوصوله إلى مستوى النضج المناسب، وقرروا أنه يمكن تعليم الطفل الكثير من الخبرات فى وقت أبكر مما كان يظن، وأن المهم أن نقدم هذه الخبرات بالطريقة الصحيحة.
    وقد حاول أصحاب هذا الاتجاه تعجيل نمو الإحساس عند الأطفال، وطور آخرون طرقا لتعليم الأطفال اللذين يبلغون الثانية من أعمارهم، ولعلموا الأطفال فى الثالثة الجبر، ويصرون على أن تعليم جميع الأطفال ينبغى أن يبدأ من سنة الرابعة، والأساس التربوى الذى تستند إليه هذه الممارسات هو أن انتظار الطفل ليصبح مستعدا بنفسه فيه هدر للطاقة الإنسانية ويعتبر ممارسة بعيدة عن الكفاءة ويجادل دعاة النمو الموجه قائلين أنه ينبغى بدلا من الانتظار أن نلاحظ الاتجاهات الأساسية أو مراحل النمو، وأن نقود جميع الأطفال على نحو منظم خلالها، وهم يشعرون أن هذا عمل علمى بدرجة أكبر وأنه عمل أكثر كفاءة، ويمكن الأطفال من أن يتقدموا بسرعة أكثر.
    وفكرة المراحل أو الفترات الحرجة هى أن الطفل يتأثر فى نموه فى بعض المراحل أكثر مما يتأثر فى المراحل الأخرى بعوامل التدريب والتعلم، بل وبمختلف العوامل البيئية الأخرى. فالحرمان الذى يعيشه الطفل فى العام الأول من عمره يكون له تأثير كبيرة على مسيرة الطفل النمائية بعد ذلك، ويكون حجم التأثير كبير مما لو حدث فى سن أخرى غير العام الأول.
    ومما لا شك فيه أن فرويد كان أول من أرهص هذا المنظور فى حديثه عن العلاقة بين النضج والتعلم عبر مراحل النمو النفسى، وما قد يترتب على الآثار البيئية على نمو الطاقة النفسية (اللبيدو) من تثبيت. ولاتثبيت هو توقف نمو الطاقة النفسية عند مرحلة معينة من مراحل النمو السوى أو الطبيعى. أما إذا كانت عوامل البيئة موجودة على نحو مناسب فإن الطاقة تسير فى خطها المرسوم لتصل إلى المحطة الأخيرة فى النمو وهى النضج أو الشخصية الناضجة.
    وهذا يعنى أن التعليم والتدريب ضروريان لنمو السلوك مثل النضج تماما، ويمكن إعطاءه مثال على ذلك وهو حالة الإنسان الوحشى الذى عانى من حرمان من المثيرات والخبرات الإنسانية والثقافية، فهو يمتلك إمكانيات النضج ولكنه افتقد عنصر التعلم والتدريب، فالنضج مثله مثل التعلم لا يكفى وحده لحدوث النمو والارتقاء.

    ثالثا: التكوين الغدى
    بالجسم ثلاثة أنواع من الغدد لكل منها إفرازات خاصة، هى:
    1- الغدد القنوية: وهى الغدد التى تفرز إفرازها عن طرق قنوات فتجمع موادها من الدم ثم تصب إفرازها عبر قنوات فى تجاويف الجسم مثل الإنزيمات الهاضمة أو على سطح الجلد مثل الغدد العرقية.
    2- الغدد اللاقنوية: وهى الغدد التى ليس لها قنوات ولذا تسمى بالغدد الصماء التى تجمع موادها من الدم وتضيف إليها إفرازها وتحولها إلى مادة كيميائية تصبها فى الدم مباشرة، وتسمى هذه الإفرازات "بالهرمونات".
    3- الغدد المركبة: وهى الغدد التى لها إفراز داخلى، كما إن لها إفراز خارجى مثل البنكرياس، والذى يفرز الجزء الأصم فيه هرمون الأنسولين والجلوكاجين، ويفرز الجزء غير الأصم العصارة البنكرياسية التى تساعد على هضم الطعام.
    وسنتحدث عن النوع الثانى من الغدد الصماء اللاقنوية:

    1- الغدة النخامية:
    توجد هذه الغدة عند قاعدة المخ فى أحد تجاويف العظمية فى الجمجمة وتتكون الغدد النخامية من فص أمامى وفص خلفى وبينهما حاجز متوسط ولكل فص إفرازاته المختلفة الخاصة. ويهمنا بصفة خاصة أحد إفرازات الفص الأمامى، وهو هرمون النمو لأن أى خلل فى إفراز هذا الهرمون بالزيادة أو النقصان يؤثر تأثيرا كبيرا فى نمو الجسم. فزيادة الإفراز فى مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة يؤدى إلى العملقة حيث يبلغ طول الشخص أكثر من مترين. وإذا حدثت الزيادة بعد المراهقة - أى توقف نمو العظام – ظهر الانحراف فى شكل زيادة كبيرة فى حجم الأذنين والأنف واليدين والقدمين، وهو ما يطلق عليه الأكروميجالى.
    أما النقص فى إفرازات هرمون النمو، فيؤدى إلى ظاهرة القزامة، حيث يقف نمو العظام فى وقت مبكر. وقد لا يصل طول الفرد إلى متر أو ربما أقل فى بعض الحالات. كما يؤثر نقص الهرمون أيضا – إذا حدث قبل البلوغ – إلى زيادة كبيرة فى الوزن وأضعاف القوى العقلية والقدرة الجنسية.

    2- الغدة الدرقية:
    وتقع هذه الغدة أسفل الرقبة من فصين على جانبى القصبة الهوائية وتتلخص وظيفة هذه الغدة فى مهمتين أساسيتين هما: تخزن مادة اليود وإفراز هرمون الثيروكسين. ويؤثر إفراز هرمون الثيروكسين تأثيرا كبيرا على عمليات الهدم والبناء الحيويين (الأيض).
    وإذا حدثت زيادة فى إفراز الثيروكسين فإنها تؤدى لزيادة فى عمليتى الهدم والبناء الحيويين مما ينهك الفرد وبالتالى يضعف القلب ويسرع التنفس، ويتسم الفرد بدرجة عالية من التوتر والقلق وهو ما يعرف باسم مرض جريف.
    أما إذا حدث نقص فى إفراز الثيروكسين قبل البلوغ فإن ذلك يؤدى إلى توقف نمو العظام فى الطول ونمو عام بالعرض، وهو مرض القصاع الذى يتميز بالقصر علاوة على زيادة الوزن والتأخر العقلى، وتأخر النمو فى مظاهر سلوكية أخرى مثل الكلام والمشى. ومما يجدر ذكره أن مرض القصاع يختلف عن القزامة حيث يوجد فى الحالة الأخيرة تناسب فى حجم الأطراف كما لا يصاحبها تدهور فى الوظائف العقلية كما فى حالة القصاع. وإذا حدث نقص بعد البلوغ تسبب ذلك فى انتفاخ الوجه والأطراف وهو مرض المكسيديما.
    وإذا لم تنل الأم أثناء حملها قدرا كافيا من اليود يولد الطفل ولديه تضخم فى الغدة الدرقية. وإذا استمر نقص اليود فى غذاء الطفل استمر تضخم الغدة، وبالتالى يستمر النقص فى إفراز الثيروكسين وتظهر على الطفل أعراض القصاع. أما إذا احتوى غذاء الطفل على اليود بكمية كافية عادت الغدة إلى حجمها الطبيعى وأفرزت الهرمون بالكمية المطلوبة، ولم تعد تسبب أى شذوذ فى النمو أو اضطرابات فى السلوك.
    4- الغدة جار الدرقية Parathyroid Gland:تتكون هذه الغدة من أربعة فصوص الغدة الدرقية، ووظيفتها حفظ مراقبة نسبة الفسفور والكالسيوم فى الدم، حيث إن هذه النسبة إن نقصت عن معدلها الطبيعى شعر الفرد بصداع حاد وهبوط عام وألم فى الأطراف. وقد تتطور هذه الأعراض إلى بلادة وخمول عقلى مع ثورة انفعالية كبيرة لأتفه الأسباب.

    5- الغدة الصنوبرية والتيموسية Pineal-Thymus Gland:
    تقع الغدة الصنوبرية فى وسط الرأس، أما الغدة التيموسية فتوجد فى التجويف الصدرى، وليس هناك معرفة علمية محددة للوظائف التى تؤديها هاتان الغدتان كما هو بالنسبة لبقية الغدد. ولكن اضطرابهما يحدث اضطرابات باقى نمو الجسم بصفة عامة، وفى الوظيفة الجنسية على وجه الخصوص. فإفرازهما يعطل بلوغ الفرد الجنسى، وهما يضمران عند البلوغ، أى أن الفرد يتأخر نضجه الجنسى ما لم تضمر هاتان الغدتان. وإذا حدث نقص فى معدل إفرازهما فى وقت مبكر من حياة الفرد، فإن ذلك يعجل ببلوغ الفرد جنسيا قبل الأوان، كما يرتبط قلة إفراز الغدة التيموسية بتأخر النمو الحركى واللغوى والعقلى بصفة عامة، كذلك فإن تضخم الغدة التيموسية بسبب ضيق التنفس.

    6- الغدة الكظرية Adrenal Gland:
    وتقع الغدة الكظرية فوق الكلى، وتتكون من لب ولحاء، أو نخاع وقشرة ولكل من اللب واللحاء إفراز خاص ووظيفة خاصة. أما اللب فيفرز الأدرينالين ووظيفته أنه يهيئ الفرد لمواجهة حالات الخطر والمواقف الصعبة التى يكتنفها انفعال شديد، وإذا ظلت نسبة الأدرينالين مرتفعة فى الدم أدى ذلك إلى حالات مرضية كثيرة.
    أما اللحاء فأهم إفرازاته الكورتيزون الذى يعالج به كثير من الأمراض لأنه يزيد من مناعة الجسم. وأى زيادة أو نقصان فى إفراز الكورتيزون يترك الفرد فريسة لعدد من الاضطرابات النفسية والجسمية، ويكفى أن نذكر أن نقص الإفراز إذا وصل إلى درجة معينة أدى إلى الشلل، بل وإلى الوفاة. أما النقص المفاجىء للكورتيزون فى الجسم فإنه يؤدى إلى آثار خطيرة بالنسبة للقلب، مما يجب أن يتنبه إليه الذين يعالجون بهذا الهرمون. كما إن زيادة إفراز يؤكد الصفات الذكرية عند كل من الأنثى والذكر.

    7- الغدد الجنسية Sexual Glands:
    تمثل الخصية عند الذكور والمبيض عند الإناث الغدد الجنسية ويختلف كل منهما عن الآخر فى التشريح والوظيفة، حسب دور كل جنس فى الحياة، وتعمل كل غدة على أن تعطى لكل من الرجل والمرأة الصفات الأولية والثانوية المميزة لجنسه، وتتمثل الصفات الأولية فى الأعضاء الجنسية، أما الصفات الثانوية فهى الصفات الجسمية التى تميز الرجل والمرأة كل عن الآخر.
    فتفرز الخصيتان هرمون الاستروجين وهو الهرمون الجنسى الأنثوى، وإن كان ما يعرف عن وظيفة ها الهرمون فى الذكور قليل للغاية. ويعتقد بعض متخصصى الغدد أن الزيادة فى هرمون الاستروجين لدى الذكور يؤدى إلى خصائص أنثوية فى النمو الجسمى والسلوك ولكن الشواهد على ذلك ليست قاطعة.
    ويطلق على التستسترون والأندروسترون (هرمون جنس ذكرى آخر)، اسم الأندروجين ومن بين الخصائص الجنسية الثانوية التى يتمكم فيها التسترون تجدي نمو وتوزيع الشعر على الجسم واستثارة كبر الحنجرة (تفاحة آدم) وما يستتبع ذلك من تغير فى صوت الطفل حتى ينمو لديه الصوت العميق المميز للذكورة، وكذلك يتحكم فى نسب الجسم، ويزيد من سمك جلد الجسم ليعطيه تركيبا خشناً. وهذه التغيرات بجانب تغيرات أخرى. يمكن ملاحظة سرعتها فى مرحلة المراهقة، وذلك عندما تكون هناك زياة فى إفراز التستسترون.وينظم إنتاج التستسترون هرمونات الفص الأمامى للغدة النخامية، فهناك تأثير متبادل بين نشاط هذا الفص من الغدة النخامية والغدد الجنسية.
    أما المبيضان فيفرزان نوعية من الهرمونات هما الاستروجين والبروجسترون، فهرمون الاستروجين هو الهرمون الجنسى الأنثوى المقابل للهرمون الذكرى التستسترون والمسئول عن نمو الخصائص الجنسية الثانوية فى الأنثى.
    أما البروجسترون وهو الهرمون الأنثوى الثانى وهو المسئول عن الإعداد المباشر للرحم لحالة الحمل والإثداء لإفراز اللبن، وكما هو الحال فى الذكور، فإن هناك علاقة متبادلة بين إفراز الهرمونات الأنثوية وهرمونات الغدة النخامية.

    8- البنكرياس Pancreas:
    هو غدة صماء من ناحية، وغدة قنوية من ناحية أخرى. فهو يفرز إفرازين: أحدهما يعرف باسم "عصير البنكرياس" وهو إفراز قنوى، إذا أنه لا يمر من إلى الدم مباشرة وإنما يذهب إلى الأثنى عشر حيث يؤثر على الطعام ويلعب دورا هاما فى عملية الهضم. والثانى هرمون الأنسولين الذى يفرزه البنكرياس فى الدم وهذا الهرمون ينقله الدم إلى العضلات فيمكنها من استخدام السكر (الجلوكوز) كوقود لحرق السكر أو أكسدته. فإذا فشل البنكرياس فى إنتاج الأنسولين اللازم فإن الكائن يصاب بمرض السكر.
    وظيفة الجهاز الغدى:
    هناك وظيفتين أساسيتين للجهاز الغدى عند الإنسان: الوظيفة التطورية والوظيفة التنظيمية، أما الوظيفة التطورية فهى التى تحفز قوى النمو الداخلية إلى السير قدما فى خط النمو السوى، حتى يصل الفرد إلى مرحلة النضج. وأية إعاقة لهذه الوظيفة يترتب عليها تعطيل أو اضطراب القوى العقلية والوظائف النفسية للفرد. وعلى قدر هذه الإعاقة يكون التعطيل والاضطراب. فإن تدهور القوى العقلية فى حال اضطراب إفرازات الغدد النخامية وجار الدرقية، وتطور الصفات الجنسية الثانوية عند الرجل والمرأة.
    أما الوظيفة التنظيمية فتقوم على أساس ضمان استمرارية الإفراز، بما يكفل قيام الغدد بمهامها كاملة، وفى التوقيت المناسب. وتقوم الغدة النخامية بدور رئيسى فى هذه الوظيفة، ويدخل فى نطاق الوظيفة تنظيم عملية الأيض وتنشيط تجاوب الكائن للمؤثرات الخارجية وتنظيم النشاط الدورى.

    رابعا: الغذاء
    يتأثر نمو الفرد بنوع وكمية الغذاء، وتتوقف هذه الكمية والنوع على اختلاف عمر الفرد ووزنه وطبيعة العمل الذى يقوم به. كما يتأثر بالجو العاطفى أثناء تناول الطعام. ووظيفة الغذاء هى تزويد الجسم بالطاقة التى يحتاج إليها للقيام بنشاطه، سواء كان هذا النشاط داخليا أم خارجيا، بدنيا أم نفسيا، وفى إصلاح الخلايا التالفة وإعادة بنائها، وتكوين خلايا جديدة، وفى زيادة مناعة الجسم ضد بعض الأمراض والوقاية منها.
    ويعتمد الجسم على المواد الدهنية والسكرية والنشوية فى تزويده بالطاقة التى تساعده على حفظ درجة حرارته وعلى تأدية وظائفه المختلفة، ويعتمد على المواد الزلالية فى تجديد بناء الخلايا التالفة وأيضا فى بناء خلايا أخرى جديدة، كما إن للأملاح المعدنية أهميتها فى تكوين بعض الخلايا وتكوين العظام وغيرها من الوظائف وأيضا الفيتامينات التى تساعد النمو بوجه عام وتحول دون إصابة الجسم ببعض الأمراض، أما الماء فهو الوسط الذى تحدث فيه التفاعلات الكيميائية الحيوية كالهضم مثلا وغيره من العمليات الأخرى.
    إلا أن الاتزان الغذائى يؤثر على جسم الإنسان فلإفراط فى الاعتماد على نوع خاص من المواد الدهنية أو السكرية أو النشوية أو البروتينية أو الأملاح المعدنية أو الفيتامينات أو الماء يؤدى إلى اختلاف فى النمو فعلى سبيل المثال إن المغالاة فى الاعتماد على الأغذية الفسفورية يؤثر أيضا تأثيرا ضاراً على الأولى. كما إن الإكثار من المواد الدهنية يعطل عملية امتصاص القدر الكافى من الكالسيوم. كما إن قلة تناول أطعمة تحتوى على فيتامين أ تؤثر على ضعف قوة الإبصار، كما إن نقص اليود فى المواد الغذائية له أثره على هرمون الغدة الدرقية الثيروكسين، كما إن نقص الحديد يؤدى إلى الأنيميا كما وجد أن له علاقة بالذكاء...

    خامسا: التنشئة الاجتماعية كعملية نمو
    التنشئة الاجتماعية هى العملية التى يتحول خلالها الوليد الإنسانى من طفل رضيع يعتمد كليا على المحيطين به من الكبار إلى عضو يسهم فى بناء الحياة الاجتماعية وتطورها. والتنشئة الاجتماعية وتطورها. والتنشئة الاجتماعية بذلك هى عملية نمو فى الاتجاه لأنها تهدف إلى إعداد الطفل للمعيشة فى المجتمع. وتشكل كل إمكانيات الطفل ليتلاءم مع هذا الهدف. وهى تقوم على أساس اكتساب الطفل وتعلمه لثقافة المجتمع الذى يعيش فيه.
    والتنشئة الاجتماعية لا تحدث تلقائيا، ولكنها تحدث كنتيجة لمعيشة الطفل فى وسط إنسانى اجتماعى ثقافى.. وقد تكون بعض الخبرات التى يكتسبها الطفل مقصودة من جانب الآباء والمربين وبعضها الآخر غير مقصود. فعملية التنشئة فى مجملها مكتسبة، وهى عملية تعمل على تشكيل سلوك الطفل تشكيلا اجتماعيا أى حسب المعايير والقيم الاجتماعية ومقومات ثقافة المجتمع الأخرى.
    والأهمية القصوى لعملية التنشئة الاجتماعية تأتى من أنها ليست عملية ميكانيكية آلية تحدث لجميع الأطفال بشكل واحد، وتعدهم للحياة الراشدة على صورة واحدة ولكنها عملية دينامية تعتمد على تفاعل مجموعة كبيرة من القوى والعوامل. ولكل من هذه القوى والعوامل تأثيرها على شخصية الطفل فى السنوات الأولى فى عمره.ولكن ما هى التغيرات التى تحدث للطفل خلال عملية التنشئة الاجتماعية؟ وكيف تحدث عملية التنشئة الاجتماعية.
    يولد الطفل عاجزا بصورة كبيرة فهو لا يستطيع إلا القيام بالعمليات البيولوجية الأولية اللازمة لحياته كالأكل والإخراج والتنفس وبعض الأصوات والحركات العشوائية وردود الأفعال المنعكسة .. وهذا العجز عجز ظاهرى، لأنه يخفى وراءه إمكانيات كامنة وهائلة. فالوليد عند ولادته لا يستطيع الكلام ولكن لديه الاستعداد للكلام، ولا يستطيع المشى ولكن لديه الاستعداد للمشى ولا يستطيع التفكير أو التمييز بين ما ينفعه وما يضره ولكن لديه الاستعداد للتفكير والتمييز، وفى خلال عملية التنشئة الاجتماعية تتحول هذه الاستعدادات الكامنة إلى سلوك فعلى متحقق. فيتحول الاستعداد للكلام إلى مهارة النطق والكلام ويتحول الاستعداد للمشى إلى مهارة المشى والاستعداد للتفكير إلى قدرة فعلية مع التفكير، ويتم هذا الاكتساب للصفة الإنسانية نظرا لأن الشخصية الإنسانية قابلة للمطاوعة والمرونة والقابلية للتعلم، فالمطاوعة هى المرونة والقدرة على التشكل والتكيف طبقا للمتغيرات الفيزيقية والاجتماعية التى يكتسب من خلالها قدراً من المهارات الحركية والعقلية والاجتماعية التى تمكنه فى النهاية من الحياة طبقا لأهداف معينة تحددها ثقافة المجتمع.
    وسنوضح فيما يلى تأثير كلا من الأسس العامة والثقافة القائمة فى نمو الطفل
    فالطفل يتأثر بأمه وأبيه وإخوته وذويه ويؤثر فيهم أيضا.
    والثقافة هى الكل المعقد الذى يتضمن المعرفة والمعتقدات والفهم والخلق والقانون والعادات والقدرات التى يكتسبها الإنسان من المهد إلى اللحد. وترسم الثقافة بوجه عام الخطوط الرئيسية للوالدين وتركيب علاقات الطفل بهما وبالآخرين وخاصة الأقارب، واللغة التى يسمعها تحدد ما يتكلم، كما إن الطعام الذى يتناوله لا يؤثر على صيانة ونموه فحسب وإنما تفضيلاته الغذائية أيضا، كذلك منزله وأثاث بيته وملابسه وأدواته وألعابه والموسيقى التى يسمعها والأفكار والاتجاهات التى يتبناها والقوانين التى يسير عليها لها تأثيرها المباشر على الطفل.
    كما إن طرق تربية الطفل تكون جزءاً من الثقافة علاوة على أنها أجزاء من أدوار الوالدين وأدوار الآخرين ممن لهم علاقة بالأطفال .. وتختلف طرق تربية الأطفال فى كل مجتمع عن الآخر.ومن هنا كان اهتمام العلماء بدراسة عملية التنشئة الاجتماعية ليس لذاتها فقط وإنما لمعرفة أثرها على شخصية الطفل فيما بعد ومعرفة التغيرات التى تمكن الطفل من المعيشة فى وسط البيئة بشقيها الطبيعى والاجتماعى، والتى بدونها يظل الوليد الإنسانى على مستوى أقرب إلى مستوى الحيوان منه إلى مستوى الإنسان.
    وأوضح مثال على ذلك هو حالات "الإنسان الوحشى" الذى نشأ فى الغابة وحرم من المثيرات والخبرات الإنسانية والثقافية. فرغم أن لديهم الإمكانيات التى ولدوا بها فى الاتجاه الإنسانى الاجتماعى إلا أنها ظلت إمكانيات كامنة. فبملاحظة مجموعة من هؤلاء الأطفال وجد أنهم كانوا بكم لا يتحدثون بل يصدرون أصواتاً مثل الحيوانات يسيرون على الأيدى والأقدام ولا يسيرون فى حركة السير المنتصبة التى تميز الإنسان. وتبعا لذلك حدث لهم تعديلات فى بناءهم الجسمى فظهرت لهم وسادات صلبة، كما حدث لهم تعديلات حسية مميزة فى حواس الشم والسمع والبصر خاصة الإبصار الليلى كان حاداً مثل الحيوان، أما عادات تناول الطعام فكانوا يأكلون اللحم النىء أو لحاء الشجر وجذور النباتات والحشائش والأعشاب والأوراق وبعضهم يأكلون الأسماك والضفادع. باستخدام الفم مباشرة فى تناول الطعام بدون الأيدى، وعدم الميل إلى تغطية الجسم أو استعمال الملابس، فكان يبدو عليهم عدم الإحساس بالحرارة أو البرودة أو الإحساس بالخجل من العرى، ولم يلحظ عليهم سلوك البكاء أو ذرف الدموع أو الضحك برغم ما سجل عليهم من تعبيرات عن الغضب العنيف أو نفاذ الصبر، أما التعبيرات عن الاهتمام الجنسى وسلوكه، فكانت إما غائبة تماما، وإما موجودة فى نشاط عام منتشر غير موجه، كما إنهم يفضلون صحبة الحيوانات السفلى عن مصاحبة الإنسان الذى من نفس نوعهم.ويبين هذا ما تضيفه التنشئة الاجتماعية للإنسان وكيف تنمو شخصيته وكيف يكتسب الصفة الإنسانية بتشربه للثقافة من خلال عملية التنشئة الاجتماعية.

    مناهج البحث فى علم نفس النمو

    1- الاتجاه الجمعى فى مقابل الاتجاه الفردى
    يهدف علم نفس النمو إلى الكشف عن القوانين التى تحكم ظاهرة النمو فى كل جانب من جوانب الشخصية، وفى نمو الشخصية ذاتها، ولكن رغم صحة هذه القوانين العامة فإن هناك فروقا فردية بين الأفراد، بمعنى أنه لا يوجد اثنان متطابقان تمام التطابق حتى التوائم، لأن مشكلة العوامل المؤثرة فى النمو شديدة التعقيد.
    وتصلح القوانين التى تتيحها لنا الدراسات الجمعية فى فهم نمو الظواهر السلوكية عند مجموعات الأفراد بصفة عامة. وهو ما يفيد عندما نريد أن نضع سياسة تعليمية أو تربوية، أو أن نتخذ قرارا يمس شريحة عمرية معينة، أو نصمم مناهج ومواقف تعليمية وبرامج تربوية أو ترويحية معينة لفئات الأطفال أو الشباب.
    ولكن هذه القوانين العامة لا تفيد إن أردنا أن نفهم سلوك فرد معين، وهو ما نحتاج إليه كثيرا فى برامج التوجيه الفردى أو العلاج، ولابد من توافر معلومات وبيانات إضافية عن سلوك الفرد موضوع الدراسة. وهذا لا يعنى ان القواعد العامة لا تفيد فى هذه الحالة - ولكن يعنى أنها غير كافية، فنحن فى حاجة – بالإضافة إلى المادة العامة – إلى مادة تخص حالة الفرد المدروس. هنا نكون قد خرجنا من حدود الاتجاه الجمعى إلى الاتجاه الفردى الذى يقوم على أساليب مختلفة تهدف إلى المعرفة المتفردة "إلى فهم التنظيم الفريد لشخصية معينة، والعلاقات المركبة المعقدة التى تربط بين جوانبه الوراثية وخبراته فى الحياة، والتفاعلات التى تتم بين فطرته واستعداداته وبين البيئة الخاصة التى نشأ فيها"
    وتعتبر نتائج دراسة الحالات الفردية تغذية مرتدة إلى الاتجاه الجمعى تتمثل فى إثبات الصحة والمصداقية للقوانين العامة، ويمكن أن توصى دراسات الاتجاه الفردى بفروض خصبة تصلح للدراسة بالمنهج الجمعى. فكثيرا من فروض علم النفس نسجت من خلال المنهج الفردى وثبت صحتها بالمنهج الجمعى. ففروض التحليل النفسى كلها جاءت من دراسات حالات فردية وعلى ذلك فإن كلا الاتجاهين يغذى الآخر ويدعمه، فلا يمكن إجراء دراسة فردية إلا إذا كان لدينا قوانين وقواعد عامة نتجت عن دراسات جمعية، ثم إن نتائج الدراسة الفردية تدعم نتائج الدراسات الجمعية وتؤكدها، وتقدم لها الفروض الجديدة القابلة للدراسة.

    2- الاتجاه الطولى فى مقابل الاتجاه العرضى:
    يتمثل الاتجاه الطولى فى اختيار عدد قليل جدا من الأفراد وتتبع نموهم لفترات طويلة قد تصل إلى عشر سنوات أو يزيد.
    ويتميز هذا الاتجاه بتوفير الدقة والضبط فى تسجيل التطور الذى يطرأ على الفرد فى الأعمار المتتابعة. كما إنها تتغلب على مشكلة الفروق الفردية نظرا لأن المجموعة واحدة حتى يكتمل البحث ومتابعة النمو.
    ولكن لهذا الاتجاه عيوبه أهمها أنه يستغرق فترة زمنية طويلة وأنها أكثر تكلفة مادية، كما إن طول الفترة يجعل هناك تناقص فى عدد الأفراد تدريجيا حيث قد يتعرض بعضهم للسفر أو المرض أو الوفاة أو غيرها من الظروف الى تمنع القدرة على تتبع نموهم. كما إن من مشكلات هذا الاتجاه أن الأفراد الذين يشاركون فى البحث يتم انتقائهم فى الأغلب لعوامل تحكمية وليست عشوائية ومن هذه العوامل: استقرار محل الإقامة والقدرة على التعامل المستمر مع الباحث وبهذا لا تمثل العينة الأصلية أو من ثم يصعب هذا من عملية تعميم النتائج التى يصل إليها الباحث.. كما يوجد عيبا آخر فى هذا الاتجاه يتمثل فى أثر تكرار المشاركة المستمرة فى تطبيق الاختبارات وزيادة الأنفة بالأسئلة والإجابة المتكررة لهذه الأسئلة.
    أما الاتجاه العرضى أو المستعرض فيقوم على دراسة مجموعات من الأفراد فى مستويات عمرية مختلفة لدراسة خصائص النمو فى نفس الوقت وهذا المنهج الأكثر شيوعا الآن، وإليه يرجع الفضل فى توافر معظم المادة العلمية المتاحة عن جوانب النمو المختلفة. ومميزات هذا الاتجاه هو أن يوفر كثيرا من الجهة والوقت والمال ويعطينا نتائج تقريبية لعمليات النمو. ولا يهتم بالفروق الفردية داخل كل مجموعة عمرية ولا يعتنى بالمتغيرات الاجتماعية والثقافية عبر الزمن.
    ومثال للدراسة المستعرضة هو أن ندرس تطور النمو العقلى عند الأطفال عبر مراحل نموهم فنقوم باختيار عينات كبيرة من الأفراد فى أعمار مختلفة 2، 4، 6، 8 وندرس مظاهر النمو العقلى عند أطفال السنة الثانية فى نفس هذا الوقت ندرس نفس المظاهر عند عينة أخرى من الأطفال فى سن الرابعة وعينة أخرى فى عمر السادسة وعينة من عمر الثامنة وبذلك نخرج بوصف مظاهر النمو العقلى خلال هذه السنة لدى الأعمار المختلفة.
    وهذان الاتجاهان (الطولى والمستعرض) تميز بهما علم نفس النمو عن سائر فروع علم النفس إلا أن هناك مناهج أخرى تستخدم فى دراسة جوانب النمو وهى المنهج الوصفى والمنهج التجريبى وشبه التجريبى والمنهج الإكلينكيى ويمكن الرجوع إلى كتب مناهج البحث لمعرفة المزيد عن هذه المناهج فلا مجال لوصفها فى هذا المنهج لعلم نفس النمو ليتسع الوقت لتفاصيل مراحل النمو.
    وما يهمنا التعرف عنه الآن هو ما هى أساليب جمع المادة فى علم نفس النمو، أو ما هى الأدوات المستخدمة فى هذه المناهج للوصول إلى التعرف على تطور مظاهر النمو عبر المراحل العمرية المختلفة.

    1- السير والوثائق الشخصية:
    وهو ما يدونه الأفراد عن حياتهم وعن خبراتهم وتجاربهم، وهذه السير تجعلنا نقف على تطور ونمو بعض الجوانب العقلية والانفعالية والاجتماعية لما يصفوا فيها ويصوروا مشاعرهم واتجاهاتهم وأفكارهم عبر المواقف والحوادث الهامة التى مرت بهم. ومن أمثلة هذه السير ما كتبه "جان جاك روسو" فى كتابه "أميل" وما كتبه فرويد فى كتاب "حياتى والتحليل النفسى" وما سجله طه حسين فى "الأيام"، وغيرهم... وتحليل هذه السير والوثائق هى التى نعرف من خلالها تطور جوانب النمو.

    2- الملاحظة:
    والملاحظة لها صور وأنواع كثيرة فقد يلاحظ الباحث نشاط الأطفال بصفة عامة فى موقف معين يتفاعلون فيه كموقف اللعب. وقد يكون اهتمام الباحث منصبا على ملاحظة جوانب معينة، أو أن لديه أسئلة محددة يجيب عليها تصف جوانب النمو اللازم ملاحظتها. وفى الصور الحديثة للملاحظة لا يترك للملاحظ حرية التعبير اللغوى عما يلاحظه بل يتوفر معه قائمة للملاحظة يدون فيها ملاحظاته بعبارات الملاحظ على هيئة اختبار بديل من بدائل متعددة هذه البدائل تصف أساليب السلوك المتوقع إنها تعبر عن الأطفال التى يقدم الباحث بملاحظة جانب من جوانب نموهم. وعلى الباحث أن يشير إلى السلوك الذى لاحظه وعدد مرات تكراره فى فترة زمنية معينة وعدد الحالات التى صدر عنها هذا السلوك. وهذا مما يسهل تفريغ بيانات الملاحظة وسهولة إجراء العمليات الإحصائية عليها، وضمانا للموضوعية والحيدة فى البحث ويجب لذلك أن يلاحظ السلوك اثنان من الباحثين للتأكد من الموضوعية وصدق الملاحظة.
    وقد تحتوى عبارات القائمة على حدوث السلوك المثبت أو عدم حدوثه، أو إكمال جمل ناقصة، أو أسئلة مفتوحة يعبر فيها الملاحظ تعبيرا حرا عن ما لم يرد ذكره فى العبارات المقننة.
    وهناك أربعة طرق أو أنواع للملاحظة:
    1- الملاحظة المنظمة الخارجية: وفيها يكون الباحث الملاحظ بعيد عن الأطفال ولا يحدث بينه وبينهم أى درجة من التفاعل ويقتصر دوره فى هذه الحال على تسجيل ما يشاهده بأقصى درجة من الحيدة والموضوعية.. ومن الأفضل فى هذا النوع التسجيل دون أن يشعر الأطفال بوجوده ولذلك أدخل بعض التعديل والتطوير على هذا النوع، فقد صممت حجرات خاصة للملاحظة تكون أقرب ما تكون إلى حجرات المنزل ليكون الموقف طبيعيا وبهذه الحجرات شاشات من جانب واحد One –way Screen حتى يستطيع الملاحظ أن يلاحظ الأطفال دون أن يلاحظوه حتى يكون سلوكهم أقرب ما يكون إلى السلوك الطبيعى التلقائى.
    2- الملاحظة بالمشاركة: وفيها يندمج الملاحظ مع الأطفال أو المراهقين موضوع الملاحظة فى لعبهم أو مواقف حياتية فى المدرسة أو النادى أو غيرها، وذلك لكى يتمكن الملاحظ من تدوين أكبر قدر ممكن من أسلوب حياتهم.
    3- الملاحظة المنظمة الداخلية (عملية الاستبطان): ويلاحظ فيها الباحث لنفسه "التأمل الباطنى" ويقوم بعملية استبطان لمشاعره وانفعالاته وأفكاره، ولكن هذا النوع لا يصلح اتباعه مع الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون القيام بها، كما إن هذا النوع من الملاحظة يتصف بالذاتية ويبعد عن الموضوعية.
    4- الملاحظة العفوية (العرضية): وفيها يلاحظ الملاحظ سلوك الطفل بالصدفة وهذه الطريقة تكون سطحية وليست دقيقة وغير علمية ولا يمكن تعميم هذه الطريقة وإصدار أحكام على كل الأطفال فى نفس العمر.. وذلك لما تتأثر هذه الطريقة بعواطف وأراء الملاحظ الخاصة وخاصة إذا كان يسجل ملاحظات سلوك الطفل الوالد مثل تسجيل دارون وبياجيه وروسو لأبنائهم على مدى سنوات نموهم. ولكن المهم أن يقوم بالملاحظة أكثر من باحث مدرب يستخدم قائمة للملاحظة يلاحظ بها تطور نمو الطفل واستخدام الطرق الإحصائية التى تقدم نتائج معيارية ذات معنى وثقة وصدق تتسم بالموضوعية وتبعد عن الذاتية.
    3- المقاييس والاختبارات:
    تستخدم فى الحصول على بيانات وأوصاف كمية لجوانب النمو المختلفة ويغلب أن يستخدم فى دراسة جوانب النمو الانفعالى والاجتماعى ما يسمى بالاستفتاء أو الاستخبار Questionnaire، كما يغلب أن يستخدم فى دراسة الجوانب الجسمية والعقلية الاختبارات Tests أو المقاييس Scales.
    والاستفتاء عبارة عن مجموعة منظمة من الأسئلة يجيب عليها الأشخاص، وهناك نوعان فى الاستفتاء مقيدا أو مغلقا ومفتوحا.
    الاستفتاء المفتوح هو الذى يوجه فيه السؤال وتترك الحرية كاملة للشخص بالإجابة عنه. وغالبا ما يستخدم على عينات معينة تستطيع التعبير عن رأيها وفى موضوعات معينة ثم يستخدم مع البيانات أسلوب تحليل المضمون.
    أما الاستفتاء المقيد فهو الأكثر شيوعا وفيه يقدم إجابات على أسئلة لمواقف أو آراء أو اتجاهات وعلى الشخص أن يختار الإجابة التى تمثل رأيه أو تنطبق على حالته، وقد تكون الإجابة محصورة بين إجابتين نعم أو لا، أو ثلاثة نعم، لا، وغير متأكد، أو مجموعة إجابات وعلى الشخص أن يختار أحدها. أو درجات متدرجة للموافقة.. وهذا المقيد من الاستفتاءات أسهل فى تصحيحه وفى معالجته إحصائيا.
    ويطبق الاستفتاء بطريقة فردية لشخص واحد كما يمكن تطبيقه بعدد كبير من الأشخاص فى وقت واحد. وهذه ميزة من مميزات الاستفتاء حيث إن ذلك يقلل التكلفة المادية، كما يوفر الوقت، كما يعطى الاستفتاء للأشخاص الثقة وللتعبير عن رأيهم بحرية أكبر لأنهم يكونوا غير معروفين للباحث وهناك سرية فى المعلومات التى يدلى بها.
    4- المقابلة The Interview:
    عبارة عن محادثة منظمة ذات هدف للحصول على المعلومات والبيانات والحقائق والآراء والمعتقدات لفرد أو مجموعة من الأفراد يقوم بها الباحث.
    وتضيف المقابلات على أساس الهدف الذى تسعى لتحقيقه إلى أربعة أنواع المسحية، التشخيصية، العلاجية، الإرشادية.
    ومحددات المقابلة: لا تستخدم المقابلة عادة مع الأطفال الصغار أقل من 6 سنوات ويكون لجنس المقابل أثر كبير على الفرد موضوع المقابلة.
    وتستخدم المقابلات المسحية فى الحصول على معلومات وبيانات من الإعلام فى ميادين تخصصهم وعملهم أو ممن يمثلون جماعات يرغب الباحث فى الحصول على معلومات وبيانات عنهم ويشيع استخدامها فى مقابلات الاقتراع السياسى وقياس الرأى العام ومسح الاتجاهات نحو البرامج التربوية أو هيئات التدريس بالمدرسة أو السياسة التعليمية وغيرها.
    وتهدف المقابلة التشخيصية إلى فهم مشكلة معينة وتقصى الأسباب التى أدت إلى تفاقمها بحالتها الراهنة وخطورتها.
    وتهدف المقابلة العلاجية الى مساعدة الفرد على فهم نفسه على نحو أفضل ووضع خطة لعلاجه ويهدف هذا النوع إلى علاج العوامل المسببة أو تخفيفهان وإلى تحسين الحياة الانفعالية.
    وتهدف المقابلة التوجيهية أو الإرشادية إلى تمكين الفرد من أن يفهم مشكلاته الشخصية والتعليمية والمهنية على نحو أفضل، كما يقدم له برامج مخططة لحل هذه المشكلات.
    وشروط المقابلة:
    1- تحديد الأشخاص الذين سيتم مقابلتهم.
    2- الإعداد للمقابلة.
    3- تحديد خطة المقابلة وأسئلتها وأدوات القياس.
    4- التدريب على أسلوب المقابلة.
    5- التثبت من البيانات والمعلومات.
    6- تسجيل المقابلة.
    5- دراسة الحالة Case Study:
    هى أحد وأشهر الأساليب الإكلينيكية وهى دراسة متعمقة لشخصية فرد معين بهدف زيادة الفهم لديناميات السلوك والعوامل والقوى المؤثرة فيه ولمعرفة كيف ينمو ويتطور.
    وفى دراسة الحالة يستخدم الباحث كافة أساليب جمع المادة العلمية من ملاحظة واستخدامه المقاييس والاختبارات، بل ويستخدم أنواع من الاختبارات المتعمقة وعلى رأسها الاختبارات المتعمقة وعلى رأسها الاختبارات والأدوات الإسقاطية.
    ويستقصى الباحث تاريخ حياة الفرد ويقف على الظروف التى أحاطت بتعلمه والخبرات الهامة التى مر بها، وتوقيف تعلم هذه الخبرات كالمشى والكلام وضبط عمليات الإخراج، وتكيفه للوسط المدرسى عند الذهاب للمدرسة لأول شهر، بل وعليه أن يعرف شيئا عن التاريخ العائلى للحالة موضوع الدراسة، ونوعية الأمراض التى أصيب بها فى الطفولة أو أصيب بها الآباء أو الأقارب المقربون. ويستقى الباحث هذه المعلومات مستعينا بمختلف الوسائل ومنها مقابلة الوالدين أيضا، أو أى وسيلة أخرى أو أداة حسب طبيعة المشكلات التى يدرسها عند الحالة. فهناك السجلات التى يرون بها جوانب شخصية الفرد موضوع الدراسة مثل حالته الجسمية والصحية بصفة عامة وعن حالت

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 5:52