من طرف Admin الثلاثاء 18 يناير 2011 - 1:15
العوامل المؤثرة فى النمو
1. الوراثة والبيئة:
إن العوامل التي تحكم نمو السلوك السوي هي ذاتها العوامل التي تحكم نمو السلوك غير السوي، والفيصل في الحالين هو الصورة التي توجد عليها هذه العوامل. فقد توجد على نحو يردي إلى نمو السلوك في مساره الطبيعي، وقد توجد على نحو يؤدي إلى انحراف النمو عن خطه الطبيعي. ويتناول العلماء عامل الوراثة في مقابل عامل البيئة باعتبارهما أهم العوامل المحددة لسلوك الإنسان.
والتصور القائم الآن أن السلوك والشخصية بصفة عامة يتحكم فيهما مجموعتان من العوامل. المجموعة الأولى: هي المجموعة البيولوجية، وعلى رأسها الوراثة وبعض العوامل الأخرى. وأما المجموعة الثانية: فتشمل عمليات التعلم التي سبقت في حياة الفرد والبيئة التي أحاطت بالطفل منذ نشأته ممثلة في شبكة العلاقات الاجتماعية في التعلم التي سبقت في حياة الفرد والبيئة التي أحاطت بالطفل منذ نشأته ممثلة في شبكة العلاقات الاجتماعية في الأسرة وجماعة الأقران، كما تشمل هذه المجموعة الثانية أيضا المحيط الثقافي العام الذي نشأ في ظله الفرد.
ميكانزمات الوراثة:
يتكون جسم الإنسان من مجموعة من الخلايا تحتوي كل وحدة منها على بعض الأجسام المتناهية في الصغر تسمى الكروموسومات أو الصبغيات؛ لأنها تمتص الألوان والأصباغ بسرعة فائقة، وتحتوي البويضة المخصبة أو الملقحة على 46 زوجا صبغيا، نصفها (23 زوجا صبغيا) من الأب، والنصف الآخر (23 زوجا صبغيا) من الأم، ويحمل كل صبغيا الجينات وهي مصدر الوراثة؛ لأنها المسئولة عن نقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الأبناء. ويختلف كل زوج من الصبغيات عن الزوج الآخر في مميزاته وشكله وحجمه وغير ذلك من الصفات الأخرى. وتحدد الصفات التي قدر للفرد أن يرثها من آبائه وأجداده.
والآن ماذا يرث الطفل من والديه؟ وماذا يرث من أجداده؟ وماذا يرث من أسلافه؟ كشفت البحوث أن الطفل لا يرث صفات محددة من والديه، وأخرى من أجداده، وإنما ما أمكن تحديده هو نسب ما يرثه الطفل من والديه نصف ما يرث، ويرث من أجداد الجيل الأول ربع ما يرث، ويرث من الجيلين الأول والثاني "سبعة أثمان" ما يرث، وتتوالى هذا النسب وهي تخضع لقوانين مندل للوراثة.
ويجب أن نشير إلى أن كل طفل يرث من والديه صفات معينة ويدع صفات أخرى، وبالطبع فإنه لا يرث ما يرثه أخوه من صفات، وإلا ما وجدنا فروقا بين الإخوة في الصفات الموروثة. وتختلف الصفات الوراثية باختلاف الجنس، ذكرا كان أم أنثى، فهي إما تكون متصلة به أو مقتصرة على جنسه (مرتبطة بجنسه). فعمى الألوان صفة تتصل بالذكور ويقل ظهورها في الإناث. وتدل الإحصائيات العلمية على ذلك مؤكدة أن 10% من الذكور يرثون هذا المرض بينما لا تتجاوز نسبة الإصابة به في البنات 1%، وعادة ما تظهر الإصابة في الجيل الثالث للأحفاد، ولا تظهر ي الأبناء، وهنا يظهر عمى الألوان في الأحفاد، والصلع الوراثي صفة تظهر في الذكور وتتنحى في الإناث. والتغيرات الجسمية التي تطرأ على الأفراد عند البلوغ تظهر في الفتى بصورة خاصة وتظهر عند الفتاة بصورة أخرى.
ومن الصفات الأصيلة التي لا تتأثر بالبيئة لون العين ونوع الشعر (ناعما أم مجعدا) ونوع فصيلة الدم وهيئة الوجه ومعالمه أو شكل الجسم.
وتهدف الوراثة إلى الحفاظ على الصفات العامة بنقلها من جيل إلى جيل، وبالنسبة للإنسان فإن الوراثة تنقل الصفات التي ينفرد بها الإنسان دون سائر الكائنات الحية مثل القدرة على الكلام والقدرة على التفكير المجرد. كذلك فهي تحتفظ لكل سلالة ولكل شعب بصفاته الجسمية المميزة، كما تنقل لكل فرد الصفات التي قدر له أن يرثها من آبائه وأجداده.
ومن أهم وظائف الوراثة أيضا أنها تعمل على إحداث التوازن في حياة الإنسان عامة. فإدا كان الوالدان يتصفان بنسبة عالية من صفة معينة فإن نسلهما يكون متصفا بنسبة عالية من نفس الصفة، ولكن بدرجة أقل مما كان يتصف به الوالدان. وهكذا تأخذ النسبة في التناقص من جيل إلى جيل، حتى تصل إلى المعدل الطبيعي، أو حتى تقع في مدى المتوسط العام. وكذلك إذا كان هناك والدان يتصفان بنسبة ضئيلة في صفة من الصفات فإن نسلهما يتصف بنسبة أقل من المتوسط أيضا، ولكنها تكون أعلى من نسبة والديه، وهكذا تأخذ النسبة في الارتفاع حتى تصل إلى المعدل الطبيعي أو المتوسط العام. وتنسحب هذه الوظيفة الأخيرة على كل الصفات الوراثية من جسمية وعقلية. وهي تعني أن الوراثة في سبيل الحفاظ على التوازن الإنساني واستمرارية التفاعل بين أفراد البشر. وتأخذ الزيادة العالية في النمو بالتدريج، كما تعوض النقص الشديد بالتدريج أيضا، حتى تحافظ على مدى معقول للفروق الفردية بين الناس. وتجعل الحديث عن "المتوسط" أمرا ممكنا، وهو ما يمثله المنحنى الاعتدالي؛ حيث يتركز معظم الأفراد حول المتوسط ثم توجد أقليتان إحداهما فوق المتوسط والأخرى أقل من المتوسط.
أما كيف يتحدد جنس المولود، فإن الوالد يحمل زوجا من الصبغيات أحدهما من النوع "س" والآخر من النوع "ص". أما الوالدة فتحمل زوجا من الصبغيات كلاهما من النوع "س"، فإذا اتحدت البويضة بما فيها من صبغية صبغية من النوع "س"، نتج لنا مولودا أنثى.
عناصر البيئة:
البيئة هى المجال الذى يحيط بالفرد ويؤثر به، وهذا يعنى أن البيئة تشير إلى كل العوامل التى يمكن أن تتفاعل مع الفرد طوال حياته، وعلى ذلك تشمل البيئة العوامل الطبيعية والجغرافية التى يعيش فى وسطها الإنسان كما تشمل البشر الذين يحيطون به والعلاقات الاجتماعية التى تحكمهم كما تشمل كل الكائنات الأخرى من نبات وحيوان. ويغلب أن تقسم البيئة إلى قسمين؛ البيئة الطبيعية بعناصرها المادية أو الفيزيقية وبما فيها من مناخ وتضاريس وموقع جغرافى وما تسهم به هذه العناصر من تحديد للنشاط الاقتصادى يؤثر كثيرا الآن على تلوث البيئة وأثره على الصحة العامة وقد نظر المفكرون منذ زمن طويل إلى العلاقة بين العوامل الطبيعية السائدة فى مجتمع ما وسلوك الأفراد فى هذا المجتمع، فقارنوا بين أهل الريف والحضر والبدو فى صفاتهم وأخلاقياتهم، والبيئة الثقافية بعناصرها الإنسانية والاجتماعية (الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران ومختلف المؤسسات الاجتماعية والثقافية فى المجتمع).
وقبل تأثير البيئة بشقيها الطبيعى والثقافى فهناك البيئة الرحمية التى يعيض فيها الإنسان من قبل ولادته – فترة الحمل – فحالة التغذية عند الأم والأمراض التى تتعرض لها وعمرها والحالة الانفعالية فى الحمل كل هذه العوامل تؤثر على حالة الجنين.
أما العناصر الثقافية فهى أكثر تأثيرا من العناصر الطبيعية على الإنسان، فمثلا الأسرة وهى الجماعة الأولية التى يتلقى فيها الطفل أول تعليم وتدريب له ويكون فى فترة التشكيل، فهناك جوانب مختلفة تجعل الأسرة ترثر على نمو الطفل منها حجم الأسرة من حيث كونها صغيرة أو كبرة، ونمطها أى من حيث كونها نووية أو ممتدة. كما إن الأسرة التى تشبع حاجات الطفل بدون تطرف أو مغالاة هى التى توفر المناخ المناسب لنموه نموا سويا، كما تؤثر بنية الأسرة وطبيعة العلاقات بين أفرادها خاصة العلاقات بين الوالدين، لأن هذه العلاقات تصبغ جو الأسرة بمناخ عاطفى معين قد يكون مواتيا لنمو واستقرار الطفل عاطفيا أو غير مواتِ لذلك.
فيرتبط نوع المعاملة السائدة وأساليب تنشئة الوالدين الصحيحة على تلبية مطالب الطفل وإشباع حاجاته الجسمية والنفسية بدون تطرف أو مغالاة. كما إن المستوى الاقتصادى والاجتماعى والمستوى الثقافى والتعليمى للأسرة له تأثيره. كما إن لترتيب الطفل الميلادى يحدد له وضعا نفسيا، فالطفل الأول يختلف عن الأوسط وعن الأخير.
أما المدرسة ونظمها العاملين فيها ومناهجها وأساليب وطرق التدريس المتبعة فيها والعلاقة بين المدرس والتلميذ وبين الأقران وغيرها من العوامل تؤثر على جوانب النمو المختلفة.
أما المؤسسات الاجتماعية الإعلامية الأخرى فلا يخلو نشاطها من تأثير على الطفل مثل التليفزيون والإذاعة والمكتبات والمعارض والمتاحف والصحف والمجلات والكمبيوتر والإنترنت، كما تحتل دور العبادة مكانا خاصا فى هذا الشأن، وكذلك الأندية والجمعيات الثقافية والاجتماعية وغيرها من المؤسسات لها دور تكميلى لعمل المنزل والمدرسة.
التفاعل بين الوراثة والبيئة:
وعلى هذا فإن كلا من العوامل الوراثية والبيئة تؤثر على نمو الإنسان بصفة عامة ولكن هذه العوامل تعمل معا ولا تعمل مستقلة، بل وتتفاعل حتى يصعب فى بعض الحالات تحديد تأثير كل منها وتميزه عن تأثير الآخر. ولكن يمكن التعرف على الأثر النسبى لكل من الوراثة والبيئة فى النمو بدراسة جوانب النمو للتوائم المتماثلة فقد أظهرت الأبحاث أن طول الجسم وعرض الرأس أكثر الصفات ثبوتا وأقلها تأثرا بالبيئة بينما جاء التحصيل الدراسى فى المرتبة الأولى تأثرا بالبيئة المحيطة به. بينما جاء التأثر الذكائى فى المرحلة الثالثة والأخيرة نظرا لارتباط الذكاء بعوامل أخرى منها ما هو وراثى ومنها ما هو مكتسب من البيئة المحيطة به.
ثانيا: النضج والتعلم
كما ذكرنا سالفا فى تعريف النضج أنه تغيرات داخلية تحدث للكائن الحى ويظهر أثرها على سلوكه. على أن هذا التغيير محدد سلفا وحسب قوانين معينة، وهى تعمل بدرجة نسبية من الاستقلال عن عوامل التدريب والمران وأمثلة ذلك أن الطيور التى قيدت أجنحتها بحيث لم يتاح لها فرصة تدريبها وتحريكها كما يحدث فى سلوك الطيران، أن هذه الطيور استطاعت أن تطير فى نفس الوقت الذى طارت فيها الطيور الأخرى التى فى نفس عمرها دون تقييد. أى أن قدرة الطائر على الطيران كامنة أو مرتبطة بتغيرات داخلية فى الكائن الحى مستقلة عن التدريب والتعلم. وهو نفس الأمر الذى يحدث للأطفال المبسترين الذين يولدون قبل مولدهم فعندما يوضعون فى حاضنات صناعية توفر بيئة أقرب ما يمكن إلى البيئة الرحمية لدى الأم، فإن الجنين ينمو ويصل إلى نفس درجة النضج التى يصل إليها الطفل الذى يولد مكتمل النمو بعد إتمام أشهر الحمل مما يشير إلى أن هناك عوامل نمو تعمل مستقلة عن أى تدخل خارجى تصل بالكائن الحى إلى مستوى معين من النضج.
وكما يتحدث علماء النفس عن مفهوم الوراثة فى مقابل البيئة فإنهم يتحدثون عن مفهوم النضج فى مقابل التعلم أو التدريب. والتعلم يعنى تدريب كائن فى مواقف معينة من شأنها أن تحدث تغيرات معينة معقولة فى سلوكه، كأن ندرب طفل على المشى أو السباحة أو الكلام أو القراءة والكتابة أو غيرها من أساليب السلوك.
والقاعدة الأساسية فى العلاقة بين النضج والتعلم هو أن كلا العاملين ضرورى لنمو السلوك، على أن يسبق النضج التعلم، أى أن النضج يحدث فيقوم الأساس أو تتوفر الأرضية التى يحث التعلم والتدريب عليها فيستطيع الكائن أن يأتى بالسلوك، وهذا يعنى أن التدريب لو بدأ قبل النضج فإن الكائن لن يستطيع أن يقوم بالسلوك.
وقد أثارت مسألة توقيت النضج والتعلم مناقشات واسعة بين علماء النفس وقد أسفرت عن التساؤلات الآتية:
متى نعرف أن الطفل قد وصل إلى مستوى النضج الذى يؤهله للاستفادة من التعلم؟ وهل يمكن التبكير بتعلم الطفل على أساس أن هذا التعلم قد يسرع بعملية النضج؟ وما مدى حدود النضج كقيد على تعلم الطفل مهارات مختلفة؟ وهل هناك فترات معينة يتمكن الطفل فيها من أن يتعلم فى فترة أخرى؟ أو أن تأثير التعلم فيها يكون أكثر من تأثيره فى غيرها !.
ويثير السؤال الأخير قضية هامة لازالت موضع اهتمام بين العلماء لأهميتها القصوى فى عمليات التعلم والتربية وهى مسألة "الفترات الحرجة" فى النمو ففى مقابل الاتجاهات الشائعة بيأن على المربين أن ينتظروا حتى يصل إلى مستوى معين من النضج حتى يقدموا له التدريب لتعلم خبرة معينة، وأن للطفل كامل الحرية فى التعلم، إقباله على تعلم خبرة معينة يعنى أنه مهيأ لتعلمها، وإذا لم يقبل عليها فإنه لم يتهيأ لتعلمها بعد، أو أنه ليس لديه الميل لتعلمها، وبالتالى لن يستفيد من أى جهد تربوى يمارس معه لاكتسابها، نقول أنه فى مواجهة هذه الاتجاهات ظهرت اتجاهات أخرى قادها العالم "سكنر" صاحب نظرية التعلم والتى تعطى للبيئة دورا كبيرا فى النمو الإنسانى، ورأوا أن من الخطأ التأخر فى تعليم الطفل انتظارا لوصوله إلى مستوى النضج المناسب، وقرروا أنه يمكن تعليم الطفل الكثير من الخبرات فى وقت أبكر مما كان يظن، وأن المهم أن نقدم هذه الخبرات بالطريقة الصحيحة.
وقد حاول أصحاب هذا الاتجاه تعجيل نمو الإحساس عند الأطفال، وطور آخرون طرقا لتعليم الأطفال اللذين يبلغون الثانية من أعمارهم، ولعلموا الأطفال فى الثالثة الجبر، ويصرون على أن تعليم جميع الأطفال ينبغى أن يبدأ من سنة الرابعة، والأساس التربوى الذى تستند إليه هذه الممارسات هو أن انتظار الطفل ليصبح مستعدا بنفسه فيه هدر للطاقة الإنسانية ويعتبر ممارسة بعيدة عن الكفاءة ويجادل دعاة النمو الموجه قائلين أنه ينبغى بدلا من الانتظار أن نلاحظ الاتجاهات الأساسية أو مراحل النمو، وأن نقود جميع الأطفال على نحو منظم خلالها، وهم يشعرون أن هذا عمل علمى بدرجة أكبر وأنه عمل أكثر كفاءة، ويمكن الأطفال من أن يتقدموا بسرعة أكثر.
وفكرة المراحل أو الفترات الحرجة هى أن الطفل يتأثر فى نموه فى بعض المراحل أكثر مما يتأثر فى المراحل الأخرى بعوامل التدريب والتعلم، بل وبمختلف العوامل البيئية الأخرى. فالحرمان الذى يعيشه الطفل فى العام الأول من عمره يكون له تأثير كبيرة على مسيرة الطفل النمائية بعد ذلك، ويكون حجم التأثير كبير مما لو حدث فى سن أخرى غير العام الأول.
ومما لا شك فيه أن فرويد كان أول من أرهص هذا المنظور فى حديثه عن العلاقة بين النضج والتعلم عبر مراحل النمو النفسى، وما قد يترتب على الآثار البيئية على نمو الطاقة النفسية (اللبيدو) من تثبيت. ولاتثبيت هو توقف نمو الطاقة النفسية عند مرحلة معينة من مراحل النمو السوى أو الطبيعى. أما إذا كانت عوامل البيئة موجودة على نحو مناسب فإن الطاقة تسير فى خطها المرسوم لتصل إلى المحطة الأخيرة فى النمو وهى النضج أو الشخصية الناضجة.
وهذا يعنى أن التعليم والتدريب ضروريان لنمو السلوك مثل النضج تماما، ويمكن إعطاءه مثال على ذلك وهو حالة الإنسان الوحشى الذى عانى من حرمان من المثيرات والخبرات الإنسانية والثقافية، فهو يمتلك إمكانيات النضج ولكنه افتقد عنصر التعلم والتدريب، فالنضج مثله مثل التعلم لا يكفى وحده لحدوث النمو والارتقاء.
ثالثا: التكوين الغدى
بالجسم ثلاثة أنواع من الغدد لكل منها إفرازات خاصة، هى:
1- الغدد القنوية: وهى الغدد التى تفرز إفرازها عن طرق قنوات فتجمع موادها من الدم ثم تصب إفرازها عبر قنوات فى تجاويف الجسم مثل الإنزيمات الهاضمة أو على سطح الجلد مثل الغدد العرقية.
2- الغدد اللاقنوية: وهى الغدد التى ليس لها قنوات ولذا تسمى بالغدد الصماء التى تجمع موادها من الدم وتضيف إليها إفرازها وتحولها إلى مادة كيميائية تصبها فى الدم مباشرة، وتسمى هذه الإفرازات "بالهرمونات".
3- الغدد المركبة: وهى الغدد التى لها إفراز داخلى، كما إن لها إفراز خارجى مثل البنكرياس، والذى يفرز الجزء الأصم فيه هرمون الأنسولين والجلوكاجين، ويفرز الجزء غير الأصم العصارة البنكرياسية التى تساعد على هضم الطعام.
وسنتحدث عن النوع الثانى من الغدد الصماء اللاقنوية:
1- الغدة النخامية:
توجد هذه الغدة عند قاعدة المخ فى أحد تجاويف العظمية فى الجمجمة وتتكون الغدد النخامية من فص أمامى وفص خلفى وبينهما حاجز متوسط ولكل فص إفرازاته المختلفة الخاصة. ويهمنا بصفة خاصة أحد إفرازات الفص الأمامى، وهو هرمون النمو لأن أى خلل فى إفراز هذا الهرمون بالزيادة أو النقصان يؤثر تأثيرا كبيرا فى نمو الجسم. فزيادة الإفراز فى مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة يؤدى إلى العملقة حيث يبلغ طول الشخص أكثر من مترين. وإذا حدثت الزيادة بعد المراهقة - أى توقف نمو العظام – ظهر الانحراف فى شكل زيادة كبيرة فى حجم الأذنين والأنف واليدين والقدمين، وهو ما يطلق عليه الأكروميجالى.
أما النقص فى إفرازات هرمون النمو، فيؤدى إلى ظاهرة القزامة، حيث يقف نمو العظام فى وقت مبكر. وقد لا يصل طول الفرد إلى متر أو ربما أقل فى بعض الحالات. كما يؤثر نقص الهرمون أيضا – إذا حدث قبل البلوغ – إلى زيادة كبيرة فى الوزن وأضعاف القوى العقلية والقدرة الجنسية.
2- الغدة الدرقية:
وتقع هذه الغدة أسفل الرقبة من فصين على جانبى القصبة الهوائية وتتلخص وظيفة هذه الغدة فى مهمتين أساسيتين هما: تخزن مادة اليود وإفراز هرمون الثيروكسين. ويؤثر إفراز هرمون الثيروكسين تأثيرا كبيرا على عمليات الهدم والبناء الحيويين (الأيض).
وإذا حدثت زيادة فى إفراز الثيروكسين فإنها تؤدى لزيادة فى عمليتى الهدم والبناء الحيويين مما ينهك الفرد وبالتالى يضعف القلب ويسرع التنفس، ويتسم الفرد بدرجة عالية من التوتر والقلق وهو ما يعرف باسم مرض جريف.
أما إذا حدث نقص فى إفراز الثيروكسين قبل البلوغ فإن ذلك يؤدى إلى توقف نمو العظام فى الطول ونمو عام بالعرض، وهو مرض القصاع الذى يتميز بالقصر علاوة على زيادة الوزن والتأخر العقلى، وتأخر النمو فى مظاهر سلوكية أخرى مثل الكلام والمشى. ومما يجدر ذكره أن مرض القصاع يختلف عن القزامة حيث يوجد فى الحالة الأخيرة تناسب فى حجم الأطراف كما لا يصاحبها تدهور فى الوظائف العقلية كما فى حالة القصاع. وإذا حدث نقص بعد البلوغ تسبب ذلك فى انتفاخ الوجه والأطراف وهو مرض المكسيديما.
وإذا لم تنل الأم أثناء حملها قدرا كافيا من اليود يولد الطفل ولديه تضخم فى الغدة الدرقية. وإذا استمر نقص اليود فى غذاء الطفل استمر تضخم الغدة، وبالتالى يستمر النقص فى إفراز الثيروكسين وتظهر على الطفل أعراض القصاع. أما إذا احتوى غذاء الطفل على اليود بكمية كافية عادت الغدة إلى حجمها الطبيعى وأفرزت الهرمون بالكمية المطلوبة، ولم تعد تسبب أى شذوذ فى النمو أو اضطرابات فى السلوك.
4- الغدة جار الدرقية Parathyroid Gland:تتكون هذه الغدة من أربعة فصوص الغدة الدرقية، ووظيفتها حفظ مراقبة نسبة الفسفور والكالسيوم فى الدم، حيث إن هذه النسبة إن نقصت عن معدلها الطبيعى شعر الفرد بصداع حاد وهبوط عام وألم فى الأطراف. وقد تتطور هذه الأعراض إلى بلادة وخمول عقلى مع ثورة انفعالية كبيرة لأتفه الأسباب.
5- الغدة الصنوبرية والتيموسية Pineal-Thymus Gland:
تقع الغدة الصنوبرية فى وسط الرأس، أما الغدة التيموسية فتوجد فى التجويف الصدرى، وليس هناك معرفة علمية محددة للوظائف التى تؤديها هاتان الغدتان كما هو بالنسبة لبقية الغدد. ولكن اضطرابهما يحدث اضطرابات باقى نمو الجسم بصفة عامة، وفى الوظيفة الجنسية على وجه الخصوص. فإفرازهما يعطل بلوغ الفرد الجنسى، وهما يضمران عند البلوغ، أى أن الفرد يتأخر نضجه الجنسى ما لم تضمر هاتان الغدتان. وإذا حدث نقص فى معدل إفرازهما فى وقت مبكر من حياة الفرد، فإن ذلك يعجل ببلوغ الفرد جنسيا قبل الأوان، كما يرتبط قلة إفراز الغدة التيموسية بتأخر النمو الحركى واللغوى والعقلى بصفة عامة، كذلك فإن تضخم الغدة التيموسية بسبب ضيق التنفس.
6- الغدة الكظرية Adrenal Gland:
وتقع الغدة الكظرية فوق الكلى، وتتكون من لب ولحاء، أو نخاع وقشرة ولكل من اللب واللحاء إفراز خاص ووظيفة خاصة. أما اللب فيفرز الأدرينالين ووظيفته أنه يهيئ الفرد لمواجهة حالات الخطر والمواقف الصعبة التى يكتنفها انفعال شديد، وإذا ظلت نسبة الأدرينالين مرتفعة فى الدم أدى ذلك إلى حالات مرضية كثيرة.
أما اللحاء فأهم إفرازاته الكورتيزون الذى يعالج به كثير من الأمراض لأنه يزيد من مناعة الجسم. وأى زيادة أو نقصان فى إفراز الكورتيزون يترك الفرد فريسة لعدد من الاضطرابات النفسية والجسمية، ويكفى أن نذكر أن نقص الإفراز إذا وصل إلى درجة معينة أدى إلى الشلل، بل وإلى الوفاة. أما النقص المفاجىء للكورتيزون فى الجسم فإنه يؤدى إلى آثار خطيرة بالنسبة للقلب، مما يجب أن يتنبه إليه الذين يعالجون بهذا الهرمون. كما إن زيادة إفراز يؤكد الصفات الذكرية عند كل من الأنثى والذكر.
7- الغدد الجنسية Sexual Glands:
تمثل الخصية عند الذكور والمبيض عند الإناث الغدد الجنسية ويختلف كل منهما عن الآخر فى التشريح والوظيفة، حسب دور كل جنس فى الحياة، وتعمل كل غدة على أن تعطى لكل من الرجل والمرأة الصفات الأولية والثانوية المميزة لجنسه، وتتمثل الصفات الأولية فى الأعضاء الجنسية، أما الصفات الثانوية فهى الصفات الجسمية التى تميز الرجل والمرأة كل عن الآخر.
فتفرز الخصيتان هرمون الاستروجين وهو الهرمون الجنسى الأنثوى، وإن كان ما يعرف عن وظيفة ها الهرمون فى الذكور قليل للغاية. ويعتقد بعض متخصصى الغدد أن الزيادة فى هرمون الاستروجين لدى الذكور يؤدى إلى خصائص أنثوية فى النمو الجسمى والسلوك ولكن الشواهد على ذلك ليست قاطعة.
ويطلق على التستسترون والأندروسترون (هرمون جنس ذكرى آخر)، اسم الأندروجين ومن بين الخصائص الجنسية الثانوية التى يتمكم فيها التسترون تجدي نمو وتوزيع الشعر على الجسم واستثارة كبر الحنجرة (تفاحة آدم) وما يستتبع ذلك من تغير فى صوت الطفل حتى ينمو لديه الصوت العميق المميز للذكورة، وكذلك يتحكم فى نسب الجسم، ويزيد من سمك جلد الجسم ليعطيه تركيبا خشناً. وهذه التغيرات بجانب تغيرات أخرى. يمكن ملاحظة سرعتها فى مرحلة المراهقة، وذلك عندما تكون هناك زياة فى إفراز التستسترون.وينظم إنتاج التستسترون هرمونات الفص الأمامى للغدة النخامية، فهناك تأثير متبادل بين نشاط هذا الفص من الغدة النخامية والغدد الجنسية.
أما المبيضان فيفرزان نوعية من الهرمونات هما الاستروجين والبروجسترون، فهرمون الاستروجين هو الهرمون الجنسى الأنثوى المقابل للهرمون الذكرى التستسترون والمسئول عن نمو الخصائص الجنسية الثانوية فى الأنثى.
أما البروجسترون وهو الهرمون الأنثوى الثانى وهو المسئول عن الإعداد المباشر للرحم لحالة الحمل والإثداء لإفراز اللبن، وكما هو الحال فى الذكور، فإن هناك علاقة متبادلة بين إفراز الهرمونات الأنثوية وهرمونات الغدة النخامية.
8- البنكرياس Pancreas:
هو غدة صماء من ناحية، وغدة قنوية من ناحية أخرى. فهو يفرز إفرازين: أحدهما يعرف باسم "عصير البنكرياس" وهو إفراز قنوى، إذا أنه لا يمر من إلى الدم مباشرة وإنما يذهب إلى الأثنى عشر حيث يؤثر على الطعام ويلعب دورا هاما فى عملية الهضم. والثانى هرمون الأنسولين الذى يفرزه البنكرياس فى الدم وهذا الهرمون ينقله الدم إلى العضلات فيمكنها من استخدام السكر (الجلوكوز) كوقود لحرق السكر أو أكسدته. فإذا فشل البنكرياس فى إنتاج الأنسولين اللازم فإن الكائن يصاب بمرض السكر.
وظيفة الجهاز الغدى:
هناك وظيفتين أساسيتين للجهاز الغدى عند الإنسان: الوظيفة التطورية والوظيفة التنظيمية، أما الوظيفة التطورية فهى التى تحفز قوى النمو الداخلية إلى السير قدما فى خط النمو السوى، حتى يصل الفرد إلى مرحلة النضج. وأية إعاقة لهذه الوظيفة يترتب عليها تعطيل أو اضطراب القوى العقلية والوظائف النفسية للفرد. وعلى قدر هذه الإعاقة يكون التعطيل والاضطراب. فإن تدهور القوى العقلية فى حال اضطراب إفرازات الغدد النخامية وجار الدرقية، وتطور الصفات الجنسية الثانوية عند الرجل والمرأة.
أما الوظيفة التنظيمية فتقوم على أساس ضمان استمرارية الإفراز، بما يكفل قيام الغدد بمهامها كاملة، وفى التوقيت المناسب. وتقوم الغدة النخامية بدور رئيسى فى هذه الوظيفة، ويدخل فى نطاق الوظيفة تنظيم عملية الأيض وتنشيط تجاوب الكائن للمؤثرات الخارجية وتنظيم النشاط الدورى.
رابعا: الغذاء
يتأثر نمو الفرد بنوع وكمية الغذاء، وتتوقف هذه الكمية والنوع على اختلاف عمر الفرد ووزنه وطبيعة العمل الذى يقوم به. كما يتأثر بالجو العاطفى أثناء تناول الطعام. ووظيفة الغذاء هى تزويد الجسم بالطاقة التى يحتاج إليها للقيام بنشاطه، سواء كان هذا النشاط داخليا أم خارجيا، بدنيا أم نفسيا، وفى إصلاح الخلايا التالفة وإعادة بنائها، وتكوين خلايا جديدة، وفى زيادة مناعة الجسم ضد بعض الأمراض والوقاية منها.
ويعتمد الجسم على المواد الدهنية والسكرية والنشوية فى تزويده بالطاقة التى تساعده على حفظ درجة حرارته وعلى تأدية وظائفه المختلفة، ويعتمد على المواد الزلالية فى تجديد بناء الخلايا التالفة وأيضا فى بناء خلايا أخرى جديدة، كما إن للأملاح المعدنية أهميتها فى تكوين بعض الخلايا وتكوين العظام وغيرها من الوظائف وأيضا الفيتامينات التى تساعد النمو بوجه عام وتحول دون إصابة الجسم ببعض الأمراض، أما الماء فهو الوسط الذى تحدث فيه التفاعلات الكيميائية الحيوية كالهضم مثلا وغيره من العمليات الأخرى.
إلا أن الاتزان الغذائى يؤثر على جسم الإنسان فلإفراط فى الاعتماد على نوع خاص من المواد الدهنية أو السكرية أو النشوية أو البروتينية أو الأملاح المعدنية أو الفيتامينات أو الماء يؤدى إلى اختلاف فى النمو فعلى سبيل المثال إن المغالاة فى الاعتماد على الأغذية الفسفورية يؤثر أيضا تأثيرا ضاراً على الأولى. كما إن الإكثار من المواد الدهنية يعطل عملية امتصاص القدر الكافى من الكالسيوم. كما إن قلة تناول أطعمة تحتوى على فيتامين أ تؤثر على ضعف قوة الإبصار، كما إن نقص اليود فى المواد الغذائية له أثره على هرمون الغدة الدرقية الثيروكسين، كما إن نقص الحديد يؤدى إلى الأنيميا كما وجد أن له علاقة بالذكاء...
خامسا: التنشئة الاجتماعية كعملية نمو
التنشئة الاجتماعية هى العملية التى يتحول خلالها الوليد الإنسانى من طفل رضيع يعتمد كليا على المحيطين به من الكبار إلى عضو يسهم فى بناء الحياة الاجتماعية وتطورها. والتنشئة الاجتماعية وتطورها. والتنشئة الاجتماعية بذلك هى عملية نمو فى الاتجاه لأنها تهدف إلى إعداد الطفل للمعيشة فى المجتمع. وتشكل كل إمكانيات الطفل ليتلاءم مع هذا الهدف. وهى تقوم على أساس اكتساب الطفل وتعلمه لثقافة المجتمع الذى يعيش فيه.
والتنشئة الاجتماعية لا تحدث تلقائيا، ولكنها تحدث كنتيجة لمعيشة الطفل فى وسط إنسانى اجتماعى ثقافى.. وقد تكون بعض الخبرات التى يكتسبها الطفل مقصودة من جانب الآباء والمربين وبعضها الآخر غير مقصود. فعملية التنشئة فى مجملها مكتسبة، وهى عملية تعمل على تشكيل سلوك الطفل تشكيلا اجتماعيا أى حسب المعايير والقيم الاجتماعية ومقومات ثقافة المجتمع الأخرى.
والأهمية القصوى لعملية التنشئة الاجتماعية تأتى من أنها ليست عملية ميكانيكية آلية تحدث لجميع الأطفال بشكل واحد، وتعدهم للحياة الراشدة على صورة واحدة ولكنها عملية دينامية تعتمد على تفاعل مجموعة كبيرة من القوى والعوامل. ولكل من هذه القوى والعوامل تأثيرها على شخصية الطفل فى السنوات الأولى فى عمره.ولكن ما هى التغيرات التى تحدث للطفل خلال عملية التنشئة الاجتماعية؟ وكيف تحدث عملية التنشئة الاجتماعية.
يولد الطفل عاجزا بصورة كبيرة فهو لا يستطيع إلا القيام بالعمليات البيولوجية الأولية اللازمة لحياته كالأكل والإخراج والتنفس وبعض الأصوات والحركات العشوائية وردود الأفعال المنعكسة .. وهذا العجز عجز ظاهرى، لأنه يخفى وراءه إمكانيات كامنة وهائلة. فالوليد عند ولادته لا يستطيع الكلام ولكن لديه الاستعداد للكلام، ولا يستطيع المشى ولكن لديه الاستعداد للمشى ولا يستطيع التفكير أو التمييز بين ما ينفعه وما يضره ولكن لديه الاستعداد للتفكير والتمييز، وفى خلال عملية التنشئة الاجتماعية تتحول هذه الاستعدادات الكامنة إلى سلوك فعلى متحقق. فيتحول الاستعداد للكلام إلى مهارة النطق والكلام ويتحول الاستعداد للمشى إلى مهارة المشى والاستعداد للتفكير إلى قدرة فعلية مع التفكير، ويتم هذا الاكتساب للصفة الإنسانية نظرا لأن الشخصية الإنسانية قابلة للمطاوعة والمرونة والقابلية للتعلم، فالمطاوعة هى المرونة والقدرة على التشكل والتكيف طبقا للمتغيرات الفيزيقية والاجتماعية التى يكتسب من خلالها قدراً من المهارات الحركية والعقلية والاجتماعية التى تمكنه فى النهاية من الحياة طبقا لأهداف معينة تحددها ثقافة المجتمع.
وسنوضح فيما يلى تأثير كلا من الأسس العامة والثقافة القائمة فى نمو الطفل
فالطفل يتأثر بأمه وأبيه وإخوته وذويه ويؤثر فيهم أيضا.
والثقافة هى الكل المعقد الذى يتضمن المعرفة والمعتقدات والفهم والخلق والقانون والعادات والقدرات التى يكتسبها الإنسان من المهد إلى اللحد. وترسم الثقافة بوجه عام الخطوط الرئيسية للوالدين وتركيب علاقات الطفل بهما وبالآخرين وخاصة الأقارب، واللغة التى يسمعها تحدد ما يتكلم، كما إن الطعام الذى يتناوله لا يؤثر على صيانة ونموه فحسب وإنما تفضيلاته الغذائية أيضا، كذلك منزله وأثاث بيته وملابسه وأدواته وألعابه والموسيقى التى يسمعها والأفكار والاتجاهات التى يتبناها والقوانين التى يسير عليها لها تأثيرها المباشر على الطفل.
كما إن طرق تربية الطفل تكون جزءاً من الثقافة علاوة على أنها أجزاء من أدوار الوالدين وأدوار الآخرين ممن لهم علاقة بالأطفال .. وتختلف طرق تربية الأطفال فى كل مجتمع عن الآخر.ومن هنا كان اهتمام العلماء بدراسة عملية التنشئة الاجتماعية ليس لذاتها فقط وإنما لمعرفة أثرها على شخصية الطفل فيما بعد ومعرفة التغيرات التى تمكن الطفل من المعيشة فى وسط البيئة بشقيها الطبيعى والاجتماعى، والتى بدونها يظل الوليد الإنسانى على مستوى أقرب إلى مستوى الحيوان منه إلى مستوى الإنسان.
وأوضح مثال على ذلك هو حالات "الإنسان الوحشى" الذى نشأ فى الغابة وحرم من المثيرات والخبرات الإنسانية والثقافية. فرغم أن لديهم الإمكانيات التى ولدوا بها فى الاتجاه الإنسانى الاجتماعى إلا أنها ظلت إمكانيات كامنة. فبملاحظة مجموعة من هؤلاء الأطفال وجد أنهم كانوا بكم لا يتحدثون بل يصدرون أصواتاً مثل الحيوانات يسيرون على الأيدى والأقدام ولا يسيرون فى حركة السير المنتصبة التى تميز الإنسان. وتبعا لذلك حدث لهم تعديلات فى بناءهم الجسمى فظهرت لهم وسادات صلبة، كما حدث لهم تعديلات حسية مميزة فى حواس الشم والسمع والبصر خاصة الإبصار الليلى كان حاداً مثل الحيوان، أما عادات تناول الطعام فكانوا يأكلون اللحم النىء أو لحاء الشجر وجذور النباتات والحشائش والأعشاب والأوراق وبعضهم يأكلون الأسماك والضفادع. باستخدام الفم مباشرة فى تناول الطعام بدون الأيدى، وعدم الميل إلى تغطية الجسم أو استعمال الملابس، فكان يبدو عليهم عدم الإحساس بالحرارة أو البرودة أو الإحساس بالخجل من العرى، ولم يلحظ عليهم سلوك البكاء أو ذرف الدموع أو الضحك برغم ما سجل عليهم من تعبيرات عن الغضب العنيف أو نفاذ الصبر، أما التعبيرات عن الاهتمام الجنسى وسلوكه، فكانت إما غائبة تماما، وإما موجودة فى نشاط عام منتشر غير موجه، كما إنهم يفضلون صحبة الحيوانات السفلى عن مصاحبة الإنسان الذى من نفس نوعهم.ويبين هذا ما تضيفه التنشئة الاجتماعية للإنسان وكيف تنمو شخصيته وكيف يكتسب الصفة الإنسانية بتشربه للثقافة من خلال عملية التنشئة الاجتماعية.
مناهج البحث فى علم نفس النمو
1- الاتجاه الجمعى فى مقابل الاتجاه الفردى
يهدف علم نفس النمو إلى الكشف عن القوانين التى تحكم ظاهرة النمو فى كل جانب من جوانب الشخصية، وفى نمو الشخصية ذاتها، ولكن رغم صحة هذه القوانين العامة فإن هناك فروقا فردية بين الأفراد، بمعنى أنه لا يوجد اثنان متطابقان تمام التطابق حتى التوائم، لأن مشكلة العوامل المؤثرة فى النمو شديدة التعقيد.
وتصلح القوانين التى تتيحها لنا الدراسات الجمعية فى فهم نمو الظواهر السلوكية عند مجموعات الأفراد بصفة عامة. وهو ما يفيد عندما نريد أن نضع سياسة تعليمية أو تربوية، أو أن نتخذ قرارا يمس شريحة عمرية معينة، أو نصمم مناهج ومواقف تعليمية وبرامج تربوية أو ترويحية معينة لفئات الأطفال أو الشباب.
ولكن هذه القوانين العامة لا تفيد إن أردنا أن نفهم سلوك فرد معين، وهو ما نحتاج إليه كثيرا فى برامج التوجيه الفردى أو العلاج، ولابد من توافر معلومات وبيانات إضافية عن سلوك الفرد موضوع الدراسة. وهذا لا يعنى ان القواعد العامة لا تفيد فى هذه الحالة - ولكن يعنى أنها غير كافية، فنحن فى حاجة – بالإضافة إلى المادة العامة – إلى مادة تخص حالة الفرد المدروس. هنا نكون قد خرجنا من حدود الاتجاه الجمعى إلى الاتجاه الفردى الذى يقوم على أساليب مختلفة تهدف إلى المعرفة المتفردة "إلى فهم التنظيم الفريد لشخصية معينة، والعلاقات المركبة المعقدة التى تربط بين جوانبه الوراثية وخبراته فى الحياة، والتفاعلات التى تتم بين فطرته واستعداداته وبين البيئة الخاصة التى نشأ فيها"
وتعتبر نتائج دراسة الحالات الفردية تغذية مرتدة إلى الاتجاه الجمعى تتمثل فى إثبات الصحة والمصداقية للقوانين العامة، ويمكن أن توصى دراسات الاتجاه الفردى بفروض خصبة تصلح للدراسة بالمنهج الجمعى. فكثيرا من فروض علم النفس نسجت من خلال المنهج الفردى وثبت صحتها بالمنهج الجمعى. ففروض التحليل النفسى كلها جاءت من دراسات حالات فردية وعلى ذلك فإن كلا الاتجاهين يغذى الآخر ويدعمه، فلا يمكن إجراء دراسة فردية إلا إذا كان لدينا قوانين وقواعد عامة نتجت عن دراسات جمعية، ثم إن نتائج الدراسة الفردية تدعم نتائج الدراسات الجمعية وتؤكدها، وتقدم لها الفروض الجديدة القابلة للدراسة.
2- الاتجاه الطولى فى مقابل الاتجاه العرضى:
يتمثل الاتجاه الطولى فى اختيار عدد قليل جدا من الأفراد وتتبع نموهم لفترات طويلة قد تصل إلى عشر سنوات أو يزيد.
ويتميز هذا الاتجاه بتوفير الدقة والضبط فى تسجيل التطور الذى يطرأ على الفرد فى الأعمار المتتابعة. كما إنها تتغلب على مشكلة الفروق الفردية نظرا لأن المجموعة واحدة حتى يكتمل البحث ومتابعة النمو.
ولكن لهذا الاتجاه عيوبه أهمها أنه يستغرق فترة زمنية طويلة وأنها أكثر تكلفة مادية، كما إن طول الفترة يجعل هناك تناقص فى عدد الأفراد تدريجيا حيث قد يتعرض بعضهم للسفر أو المرض أو الوفاة أو غيرها من الظروف الى تمنع القدرة على تتبع نموهم. كما إن من مشكلات هذا الاتجاه أن الأفراد الذين يشاركون فى البحث يتم انتقائهم فى الأغلب لعوامل تحكمية وليست عشوائية ومن هذه العوامل: استقرار محل الإقامة والقدرة على التعامل المستمر مع الباحث وبهذا لا تمثل العينة الأصلية أو من ثم يصعب هذا من عملية تعميم النتائج التى يصل إليها الباحث.. كما يوجد عيبا آخر فى هذا الاتجاه يتمثل فى أثر تكرار المشاركة المستمرة فى تطبيق الاختبارات وزيادة الأنفة بالأسئلة والإجابة المتكررة لهذه الأسئلة.
أما الاتجاه العرضى أو المستعرض فيقوم على دراسة مجموعات من الأفراد فى مستويات عمرية مختلفة لدراسة خصائص النمو فى نفس الوقت وهذا المنهج الأكثر شيوعا الآن، وإليه يرجع الفضل فى توافر معظم المادة العلمية المتاحة عن جوانب النمو المختلفة. ومميزات هذا الاتجاه هو أن يوفر كثيرا من الجهة والوقت والمال ويعطينا نتائج تقريبية لعمليات النمو. ولا يهتم بالفروق الفردية داخل كل مجموعة عمرية ولا يعتنى بالمتغيرات الاجتماعية والثقافية عبر الزمن.
ومثال للدراسة المستعرضة هو أن ندرس تطور النمو العقلى عند الأطفال عبر مراحل نموهم فنقوم باختيار عينات كبيرة من الأفراد فى أعمار مختلفة 2، 4، 6، 8 وندرس مظاهر النمو العقلى عند أطفال السنة الثانية فى نفس هذا الوقت ندرس نفس المظاهر عند عينة أخرى من الأطفال فى سن الرابعة وعينة أخرى فى عمر السادسة وعينة من عمر الثامنة وبذلك نخرج بوصف مظاهر النمو العقلى خلال هذه السنة لدى الأعمار المختلفة.
وهذان الاتجاهان (الطولى والمستعرض) تميز بهما علم نفس النمو عن سائر فروع علم النفس إلا أن هناك مناهج أخرى تستخدم فى دراسة جوانب النمو وهى المنهج الوصفى والمنهج التجريبى وشبه التجريبى والمنهج الإكلينكيى ويمكن الرجوع إلى كتب مناهج البحث لمعرفة المزيد عن هذه المناهج فلا مجال لوصفها فى هذا المنهج لعلم نفس النمو ليتسع الوقت لتفاصيل مراحل النمو.
وما يهمنا التعرف عنه الآن هو ما هى أساليب جمع المادة فى علم نفس النمو، أو ما هى الأدوات المستخدمة فى هذه المناهج للوصول إلى التعرف على تطور مظاهر النمو عبر المراحل العمرية المختلفة.
1- السير والوثائق الشخصية:
وهو ما يدونه الأفراد عن حياتهم وعن خبراتهم وتجاربهم، وهذه السير تجعلنا نقف على تطور ونمو بعض الجوانب العقلية والانفعالية والاجتماعية لما يصفوا فيها ويصوروا مشاعرهم واتجاهاتهم وأفكارهم عبر المواقف والحوادث الهامة التى مرت بهم. ومن أمثلة هذه السير ما كتبه "جان جاك روسو" فى كتابه "أميل" وما كتبه فرويد فى كتاب "حياتى والتحليل النفسى" وما سجله طه حسين فى "الأيام"، وغيرهم... وتحليل هذه السير والوثائق هى التى نعرف من خلالها تطور جوانب النمو.
2- الملاحظة:
والملاحظة لها صور وأنواع كثيرة فقد يلاحظ الباحث نشاط الأطفال بصفة عامة فى موقف معين يتفاعلون فيه كموقف اللعب. وقد يكون اهتمام الباحث منصبا على ملاحظة جوانب معينة، أو أن لديه أسئلة محددة يجيب عليها تصف جوانب النمو اللازم ملاحظتها. وفى الصور الحديثة للملاحظة لا يترك للملاحظ حرية التعبير اللغوى عما يلاحظه بل يتوفر معه قائمة للملاحظة يدون فيها ملاحظاته بعبارات الملاحظ على هيئة اختبار بديل من بدائل متعددة هذه البدائل تصف أساليب السلوك المتوقع إنها تعبر عن الأطفال التى يقدم الباحث بملاحظة جانب من جوانب نموهم. وعلى الباحث أن يشير إلى السلوك الذى لاحظه وعدد مرات تكراره فى فترة زمنية معينة وعدد الحالات التى صدر عنها هذا السلوك. وهذا مما يسهل تفريغ بيانات الملاحظة وسهولة إجراء العمليات الإحصائية عليها، وضمانا للموضوعية والحيدة فى البحث ويجب لذلك أن يلاحظ السلوك اثنان من الباحثين للتأكد من الموضوعية وصدق الملاحظة.
وقد تحتوى عبارات القائمة على حدوث السلوك المثبت أو عدم حدوثه، أو إكمال جمل ناقصة، أو أسئلة مفتوحة يعبر فيها الملاحظ تعبيرا حرا عن ما لم يرد ذكره فى العبارات المقننة.
وهناك أربعة طرق أو أنواع للملاحظة:
1- الملاحظة المنظمة الخارجية: وفيها يكون الباحث الملاحظ بعيد عن الأطفال ولا يحدث بينه وبينهم أى درجة من التفاعل ويقتصر دوره فى هذه الحال على تسجيل ما يشاهده بأقصى درجة من الحيدة والموضوعية.. ومن الأفضل فى هذا النوع التسجيل دون أن يشعر الأطفال بوجوده ولذلك أدخل بعض التعديل والتطوير على هذا النوع، فقد صممت حجرات خاصة للملاحظة تكون أقرب ما تكون إلى حجرات المنزل ليكون الموقف طبيعيا وبهذه الحجرات شاشات من جانب واحد One –way Screen حتى يستطيع الملاحظ أن يلاحظ الأطفال دون أن يلاحظوه حتى يكون سلوكهم أقرب ما يكون إلى السلوك الطبيعى التلقائى.
2- الملاحظة بالمشاركة: وفيها يندمج الملاحظ مع الأطفال أو المراهقين موضوع الملاحظة فى لعبهم أو مواقف حياتية فى المدرسة أو النادى أو غيرها، وذلك لكى يتمكن الملاحظ من تدوين أكبر قدر ممكن من أسلوب حياتهم.
3- الملاحظة المنظمة الداخلية (عملية الاستبطان): ويلاحظ فيها الباحث لنفسه "التأمل الباطنى" ويقوم بعملية استبطان لمشاعره وانفعالاته وأفكاره، ولكن هذا النوع لا يصلح اتباعه مع الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون القيام بها، كما إن هذا النوع من الملاحظة يتصف بالذاتية ويبعد عن الموضوعية.
4- الملاحظة العفوية (العرضية): وفيها يلاحظ الملاحظ سلوك الطفل بالصدفة وهذه الطريقة تكون سطحية وليست دقيقة وغير علمية ولا يمكن تعميم هذه الطريقة وإصدار أحكام على كل الأطفال فى نفس العمر.. وذلك لما تتأثر هذه الطريقة بعواطف وأراء الملاحظ الخاصة وخاصة إذا كان يسجل ملاحظات سلوك الطفل الوالد مثل تسجيل دارون وبياجيه وروسو لأبنائهم على مدى سنوات نموهم. ولكن المهم أن يقوم بالملاحظة أكثر من باحث مدرب يستخدم قائمة للملاحظة يلاحظ بها تطور نمو الطفل واستخدام الطرق الإحصائية التى تقدم نتائج معيارية ذات معنى وثقة وصدق تتسم بالموضوعية وتبعد عن الذاتية.
3- المقاييس والاختبارات:
تستخدم فى الحصول على بيانات وأوصاف كمية لجوانب النمو المختلفة ويغلب أن يستخدم فى دراسة جوانب النمو الانفعالى والاجتماعى ما يسمى بالاستفتاء أو الاستخبار Questionnaire، كما يغلب أن يستخدم فى دراسة الجوانب الجسمية والعقلية الاختبارات Tests أو المقاييس Scales.
والاستفتاء عبارة عن مجموعة منظمة من الأسئلة يجيب عليها الأشخاص، وهناك نوعان فى الاستفتاء مقيدا أو مغلقا ومفتوحا.
الاستفتاء المفتوح هو الذى يوجه فيه السؤال وتترك الحرية كاملة للشخص بالإجابة عنه. وغالبا ما يستخدم على عينات معينة تستطيع التعبير عن رأيها وفى موضوعات معينة ثم يستخدم مع البيانات أسلوب تحليل المضمون.
أما الاستفتاء المقيد فهو الأكثر شيوعا وفيه يقدم إجابات على أسئلة لمواقف أو آراء أو اتجاهات وعلى الشخص أن يختار الإجابة التى تمثل رأيه أو تنطبق على حالته، وقد تكون الإجابة محصورة بين إجابتين نعم أو لا، أو ثلاثة نعم، لا، وغير متأكد، أو مجموعة إجابات وعلى الشخص أن يختار أحدها. أو درجات متدرجة للموافقة.. وهذا المقيد من الاستفتاءات أسهل فى تصحيحه وفى معالجته إحصائيا.
ويطبق الاستفتاء بطريقة فردية لشخص واحد كما يمكن تطبيقه بعدد كبير من الأشخاص فى وقت واحد. وهذه ميزة من مميزات الاستفتاء حيث إن ذلك يقلل التكلفة المادية، كما يوفر الوقت، كما يعطى الاستفتاء للأشخاص الثقة وللتعبير عن رأيهم بحرية أكبر لأنهم يكونوا غير معروفين للباحث وهناك سرية فى المعلومات التى يدلى بها.
4- المقابلة The Interview:
عبارة عن محادثة منظمة ذات هدف للحصول على المعلومات والبيانات والحقائق والآراء والمعتقدات لفرد أو مجموعة من الأفراد يقوم بها الباحث.
وتضيف المقابلات على أساس الهدف الذى تسعى لتحقيقه إلى أربعة أنواع المسحية، التشخيصية، العلاجية، الإرشادية.
ومحددات المقابلة: لا تستخدم المقابلة عادة مع الأطفال الصغار أقل من 6 سنوات ويكون لجنس المقابل أثر كبير على الفرد موضوع المقابلة.
وتستخدم المقابلات المسحية فى الحصول على معلومات وبيانات من الإعلام فى ميادين تخصصهم وعملهم أو ممن يمثلون جماعات يرغب الباحث فى الحصول على معلومات وبيانات عنهم ويشيع استخدامها فى مقابلات الاقتراع السياسى وقياس الرأى العام ومسح الاتجاهات نحو البرامج التربوية أو هيئات التدريس بالمدرسة أو السياسة التعليمية وغيرها.
وتهدف المقابلة التشخيصية إلى فهم مشكلة معينة وتقصى الأسباب التى أدت إلى تفاقمها بحالتها الراهنة وخطورتها.
وتهدف المقابلة العلاجية الى مساعدة الفرد على فهم نفسه على نحو أفضل ووضع خطة لعلاجه ويهدف هذا النوع إلى علاج العوامل المسببة أو تخفيفهان وإلى تحسين الحياة الانفعالية.
وتهدف المقابلة التوجيهية أو الإرشادية إلى تمكين الفرد من أن يفهم مشكلاته الشخصية والتعليمية والمهنية على نحو أفضل، كما يقدم له برامج مخططة لحل هذه المشكلات.
وشروط المقابلة:
1- تحديد الأشخاص الذين سيتم مقابلتهم.
2- الإعداد للمقابلة.
3- تحديد خطة المقابلة وأسئلتها وأدوات القياس.
4- التدريب على أسلوب المقابلة.
5- التثبت من البيانات والمعلومات.
6- تسجيل المقابلة.
5- دراسة الحالة Case Study:
هى أحد وأشهر الأساليب الإكلينيكية وهى دراسة متعمقة لشخصية فرد معين بهدف زيادة الفهم لديناميات السلوك والعوامل والقوى المؤثرة فيه ولمعرفة كيف ينمو ويتطور.
وفى دراسة الحالة يستخدم الباحث كافة أساليب جمع المادة العلمية من ملاحظة واستخدامه المقاييس والاختبارات، بل ويستخدم أنواع من الاختبارات المتعمقة وعلى رأسها الاختبارات المتعمقة وعلى رأسها الاختبارات والأدوات الإسقاطية.
ويستقصى الباحث تاريخ حياة الفرد ويقف على الظروف التى أحاطت بتعلمه والخبرات الهامة التى مر بها، وتوقيف تعلم هذه الخبرات كالمشى والكلام وضبط عمليات الإخراج، وتكيفه للوسط المدرسى عند الذهاب للمدرسة لأول شهر، بل وعليه أن يعرف شيئا عن التاريخ العائلى للحالة موضوع الدراسة، ونوعية الأمراض التى أصيب بها فى الطفولة أو أصيب بها الآباء أو الأقارب المقربون. ويستقى الباحث هذه المعلومات مستعينا بمختلف الوسائل ومنها مقابلة الوالدين أيضا، أو أى وسيلة أخرى أو أداة حسب طبيعة المشكلات التى يدرسها عند الحالة. فهناك السجلات التى يرون بها جوانب شخصية الفرد موضوع الدراسة مثل حالته الجسمية والصحية بصفة عامة وعن حالت
الثلاثاء 11 فبراير 2014 - 5:36 من طرف الراجى رضا ربه
» مادة حقوق الأطفال عام وخاص
الإثنين 3 أكتوبر 2011 - 15:22 من طرف Ahmed Rashad
» شكر واجب لكل أعضاء المنتدي ومشرفيه
السبت 12 مارس 2011 - 8:10 من طرف Admin
» الأبحاث الجامعية و رسائل الدكتوراة و الماجستير
الثلاثاء 1 مارس 2011 - 16:36 من طرف seagull
» النمو النفسي للأطفال للأستاذ الدكتورة أسماء الجبري
الثلاثاء 18 يناير 2011 - 1:15 من طرف Admin
» مادة الإعلام وصحة الأطفال عام وخاص
الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 0:11 من طرف Admin
» مادة ثقافة الأطفال عام وخاص
الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 0:09 من طرف Admin
» مادة سينما ومسرح الأطفال عام وخاص
الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 0:05 من طرف Admin
» مادة برامج الأطفال المسموعة والمرئية عام وخاص
الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 0:03 من طرف Admin